يعني إذا تجردت الصور (١) بكماله فجمعت ، سطع فيها أنوار الملكوت ، ولا يكون لكل منها إلّا بقدر الآلة التي حصلت لها بالاكتساب. فإنّه لا أنساب هنالك في الدنيا.
قال الله تعالى : (يَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَ أَفْواجاً) (٢). أي (٣) أشار إلى صاحب الدور السابع الذي يحصل في الوجود آخر دور حين ينبعث في عالم الطبيعة أولا كما تنبعث أصحاب الأدوار فيطيعونه إشارة إلى صاحب الدور السابع الخاتم للأدوار الذي به يتم الخلق ، فيفتح أولا في دار الطبيعة باب الجزاء ، وفي الآخرة ثانيا ، وهو النفخ الأول. يريد به أول كما نفخ في أصحاب الأدوار أولا ، فصعق من في السموات ومن في الأرض. إلّا من كان عارفا بمرتبته ، ومؤمنا به من قبل ذلك ، قائلا به ، كما قال تعالى (٤) : (إِلَّا مَنْ شاءَ اللهُ) (٥). وهذا هو يعني به النفخ الأول ، والجزء الأول في دار الطبيعة الذي ذكره حصول الأنفس بالمجمع الأدنى ، الذي هو باب الإمام عليهالسلام ، كما بينا ذلك ، قال تعالى (٦) : (ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرى) (٧). إلى قوله : (وَجِيءَ بِالنَّبِيِّينَ وَالشُّهَداءِ) (٨) أي (٩) كل أهل ملة (١٠) ، وحكم بينهم بالحق فيما كانوا متعلقين به ، فلا يبقى علم إلّا ويتعلمه أهل الأرض بمكانه ، ولا يترك أمر يتقرب بعبادته إلّا بالعبادة الناسخة لما سبقها ، فيحكم في ذلك بما ينفذ من نور التأييد فتصير الصور كلها صورة واحدة تجمع الصور فيحصل تمامها في الصفحة العليا من السموات على باب الحجاب.
__________________
(١) تجردت الصور : تجر الصور في ط.
(٢) سورة : ٧٨ / ١٨.
(٣) أي : سقطت في ط.
(٤) كما قال تعالى : سقطت في ط.
(٥) سورة : ٣٩ / ٦٨.
(٦) قال تعالى : سقطت في ط.
(٧) سورة : ٣٩ / ٦٨.
(٨) سورة : ٣٩ / ٦٩.
(٩) أي : سقطت في ط.
(١٠) ملة : مكة في ط.