عنه غيره من أصحاب الأدوار ، وإظهارا منه ما لم يكن منه لأحد ممّن تقدمه من الرسل الأبرار وإنجاز ميعاد الله تعالى في خلقه حيث يقول :
(ما كانَ اللهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلى ما أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ) (١). أي (٢) بالتقاء الأمر فيه على نظام قدره ، فتثور بذلك نار القدرة وينطق بذلك (٣) لسان الحق بأن لا إله إلّا من هو سبحانه متعال عن وصف بريته ، ولا أمر إلّا له في دور حكمته ، فيذل له كل وجه ، وهذه الكلمة معنى قوله تعالى : (يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ) (٤) ، وذلك أن المبدع الأول قال على لسان .. أنا الأول والآخر ، والظاهر والباطن ، الفصل المشهور وكان قيامه قيام اللطيف مع الكثيف ملزوزا به ملائما له ، والقوة على الكثيف (٥) أغلب.
والشيء النكر الذي يدعون إليه القائم صاحب الكشف والبيان والظهور بإعلان النطق بالإلهية ، والإفصاح بالربوبية ، برهان ذلك قوله لا إله إلّا من هو سبحانه متعال عن وصف بريته. ولا أمر إلّا له في دور حكمته ، فقد ظهر نفس المعنى ، ونفس الكشف والتوحيد. ثم قال في الفصل : «أي راحة العقل ؛ قوله تعالى (٦)» : (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتاتاً لِيُرَوْا أَعْمالَهُمْ) (٧) فيسألون كما قال تعالى : (فَوَ رَبِّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ عَمَّا كانُوا يَعْمَلُونَ) (٨). ذلك يمين برب محمد الذي هو رفيع الدرجات ، وإليه حفظ العالم وتأييد الرسل على ما ذكرناه ، ومخصوص من بين الملائكة المقربين حول العرش بذلك ومنه يكون تأييد صاحب الدور السابع تحقيقا للأمر في
__________________
(١) سورة : ٣ / ١٧٩.
(٢) أي : سقطت في ط.
(٣) بذلك : سقطت في ج.
(٤) سورة : ٥٤ / ٦.
(٥) الكثيف : في الكشف في ط.
(٦) من في راحة ... تعالى : سقطت في ط.
(٧) سورة : ٩٩ / ٦.
(٨) سورة : ١٥ / ٩٢ ، ٩٣.