القيام بالفعل والقدرة والمعجزات والتمام والكمال ، ما لا عين رأت ، ولا أذن سمعت ، ولا خطر على قلب بشر ، ويكون مثله مثل التاج الذي قدمنا ذكره ، ويكون له من البهاء والضياء والنور والعلاء ما تكيع عنه الأبصار وهو ممثول جرم الشمس بالحقيقة ، فلا يأتي منه أحد بإمارة ولا صيغة ولا إشارة ، وبيان ذلك قول سيدنا حميد الدين نضر الله وجهه :
إن تمام الأمور في بلوغها غاياتها في أن يحصل لها صورة أوائلها ، التي هي علّة وجودها بأن التمام والكمال أن يحصل لها صورة علّة وجودها الذي هو المبدع الأول ، فتكون كهو لو لا شرف السبق.
وقال في شرف القائم وفي انتقال النطقاء والأسس والأئمة من قبله وقيامه وقيامهم قال :
إن الأئمة والحدود الضالين يجعلون مباني أمورهم ومذاهبهم المؤسسة على قضايا أهوائهم منقوضة منسوخة لا يقدرون على إثباتها بحجّة ، ولا يزالون ينتقلون إلى أن ينقضي العدد الذي بمثله يتم الدور ، فيظهر الله تعالى النفس الزكية التي هي خاتمة الأدوار صغيرها وكبيرها ، وحاوية للأنوار ، متقدمها ومتأخرها ، وهو اليوم الآخر المبشر به المأمور بالإقرار به والإيقان بمجيئه ، وهو في السعادة أسعد السعداء ممّن تقدم وتأخر ، باجتماع الأمور له ، ظاهرها وباطنها ، فيتم الله على يديه من أمره في خلقه ما لم يتم على يدي أحد من المؤيدين قبله بكونه جامعا للأنوار الفائضة من دار القدس وموجودا على سابق تقدير من حكيم عليم (١) طالما تحركت الأجسام العالية لأجله وفعلت فيها وفيما دونها بسببه ، وفطرت الأنفس المؤيدة له وعملت قبله ، فتواقفت ، فيسري روح القدس علما في الأنفس بمجردها علوا ، ومشوبها سفلا ، فيكون تماما
__________________
(١) عليم : غليم في ط.