في موضعه وارتقى العاشر بارتقائه وعاود التدبير للقائم في عالم الطبيعة حتى يستخلص لنفسه من يخلفه كما استخلصه الأول.
فآدم كان أول النطقاء والأجزاء ، والنطقاء من بعده على ما هذا سبيله إلى ما كان محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم أقرب الأجزاء إلى القائم ، فبذلك شرف وكمل وفضل هو وأتماء دوره وتابعوهم لكونه يكون أولا هو وأهل دوره أول الأعضاء المجتمعة وأشرفها وأخصها ، كما حقق ذلك حيث يقول : وذلك أن محمدا وأهل دوره ابتداء في الصورة (١) الروحانية كما كانوا آخرا في الصور الشرعية ، ويكونون أيضا كلّا لمن يتقدمهم في أعضاء الصور المجتمعة التي تكون هي القائم. وذلك أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم لما نص على وصيه وهو الساعة المشار إليه بها ، وهو القائم في الأمر والنهي بالقوة لا في العلم والحكمة وهو الأساس بالقوة ، والقائم صاحب الكشف بالفعل ؛ لكمال المراتب إلى الخلق الجديد والنشأة الآخرة. وقد أطلعه الرسول على المراتب كلها ، من حد المستجيب إلى الوصاية ، إلى النبوة إلى الرسالة ، إلى الضياءة إلى القدسية ، إلى النطق. ثم انتقل وقد حوزه المراتب كلها ، وعلي (٢) علا جميعها باللطافة التي هي حظه لأنّه حياة الشرائع كلها ، والإسلام والإيمان وحياة الرسل ممن تقدمه ، والأوصياء والأئمة ممن تقدمه ، فكان الوصي علي صلوات الله عليه بهذه الفضائل من الأعضاء المجتمعة في المجمع الأكبر في أفق العاشر ، قلب جميع الصور المجتمعة من ثلاثة آلاف سنة حتى آخر «الخمسين الألف (٣)» من دور الكشف إلى وفاء ستة آلاف الستر مركز الحياة وحجاب روح القدس ، ويكون محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم من الصورة الرأس الروحاني ، لأن الناطق الحق (٤) الصادق وحاسة النطق في الرأس ،
__________________
(١) سقطت الصورة من ج وط.
(٢) علي : سقطت في ط.
(٣) الخمسين الألف : الخمسة آلاف في ج.
(٤) الحق : سقطت في ج.