لتكون الفردانية لله سبحانه. وإن مرتبة علم التوحيد بخلاف سائر المعلومات من اللطيف والكثيف.
وقال أيضا : العقل تام (١) بالفعل ، والنفس تامة بالقوة دون الفعل ، فلا بد لها أن تجتهد وتعمل حتى تقيم مقامها واحدا وهو الولد التام الذي هو قائم القيامة في آخر الزمان الذي تدور عليه الرتب السبع الروحانية وينال درجات النطقاء الستة وأوصيائهم والأئمة في كل دور ، فإذا كمل ذلك قام في هذا الدور بما لم يقم به أحد غيره ، ويظهر من المعجزات ما لم يظهر غيره ممن مضى من الأنبياء والرسل ، ويتصل بالمادة الروحانية من العقل والنفس إذا انتقل من هذا العالم قام في عالم الفعل مقام النفس ، وتتخلص من العمل ويصير له درجة عالية ويكمل بالفعل ولا يحتاج إلى من يفيده ، ويكون هو يبصر غيره ممن هو دونه بأمر الباري سبحانه.
هذه الفصول التي شرحناها ولخصناها من أوضاع الحدود المنتجبين المرضيين ، وإجماعهم على ما ذكرناه وبيناه في انتقال الصور الدينية إلى المراتب الثلاث التي هي : رتبة (٢) النطقاء ، والأوصياء ، والأئمة صلوات الله عليهم على مرور الزمان وتقاطرها واحدا بعد واحد ولها مجمع لتمام الأجزاء وكمالها ، وكذلك انتقال النطقاء والأوصياء والأئمة بذواتهم وبمن في أفق كل واحد منهم إلى المجمع الأعلى البرزخ الأكبر المسمى بالعاشر بلسان الحكماء ونفس الكل بلسان التأويل ، ووقوفها فيه إلى قيام القائم وحضور القيامة وحضور الأولين والآخرين لديه ، وورودهم عليه وكمالهم به ، وظهوره بتمام عدتهم ، ووفاء مدتهم ، وانتقاله إلى مركز مدبر عالم الطبيعة. وبارتفاعه إلى دائرتها ترتفع هي إلى الرتبة العالية عليها وتصير تعمل بالمادة الإلهية فيه وتستريح هي عن تدبير
__________________
(١) تام : قائم في ج.
(٢) رتبة : سقطت في ط.