قائمة الکتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
بسم الله الرحمن الرحيم

كنز الولد

285/342
*

الزيجة وهم يقولون بالوسائط الجسمانية ، ولا يعرفون الحدود الروحانية. وهاتان (١) الفرقتان جميعا لا تعرفان الفلك وما أصله (٢)؟ بل يقولون طبيعة خامسة (٣) لطيفة شريفة تعلو على الأمهات الأربع وهو لها كالروح.

وفرقة ثالثة هم الحكماء الإلهيون الذين يعرفون ويعلمون العوالم الثلاثة بحقيقة معرفتها ، عالم الملكوت المتجرد عن الأجسام ، الروحاني النير الشفاف ، والذي إليه المعاد المحيط بالمكان والزمان ، والخارج عن سلطانهما بالبرهان ، ويعرفون العالم الجرماني ما مبدأه وما هو (٤) بحقيقة واضحة؟ وما تكثفه؟ وكيفية انفعاله؟ ولم حركاته ، وعلى ما تقع تأثيراته وجميع أسبابه؟ ثم يعلمون العالم الثالث الجسماني في عالم الكون والفساد ، وما علة كونهم وفسادهم وتفاضلهم؟ وما أصل ابتدائهم وإلى أين معادهم؟ وهؤلاء هم النطقاء والأسس والأئمة وتابعوهم عليهم‌السلام ، الذين أيدهم الله سبحانه بأسرار غيبه ، ومكنون علمه ، كما قال تعالى : (عالِمُ الْغَيْبِ فَلا يُظْهِرُ عَلى غَيْبِهِ أَحَداً. إِلَّا مَنِ ارْتَضى مِنْ رَسُولٍ فَإِنَّهُ يَسْلُكُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً) (٥).

فهؤلاء الصنف الثالث الذين أوجب الله طاعتهم والالتزام بهم والمحبة لهم دينا ودنيا.

وفرقة يعلمون علم اللسان في النحو والعروض واللغة فقط ، فقد قال مولانا أمير المؤمنين صلوات الله عليه وعلى (٦) آله بمقيم الألسن شعرا :

وإذا أردت من العلوم أجلها

فأجلها منها المقيم الألسن

فالزموا ظاهر القول واطرحوا باطنه ، ومقيم الألسن العلوم الحقيقية ، والألسن هم الحدود ، من حد الناطق إلى المستجيب ، فهو المقيم لها في الكمال

__________________

(١) وهاتان : وهذان في ط.

(٢) أصله : أضله في ط.

(٣) خامسة : خساسة في ط.

(٤) هو : سقطت في ط.

(٥) سورة : ٧٢ / ٢٦ ، ٢٧.

(٦) على : سقطت في ج.