فرقة يلتزمون بالحدود ، ويوحدون المعبود ، ويلزمون بالمقام عليهالسلام يعلمون ويعملون ؛ والعمل على وجوه شتى : فعمل بالصلاة والزكاة والصوم والحج ، والجهاد لا غيره ، وهذا العمل الذي لا يدخل جنّة ، ولا يخرج من نار إلا بسبب طرح الولاية التي هي روح دعائم الإسلام.
ومنه ما ذكره سيدنا حميد الدين قدس الله سرّه : إن الصلاة تصرف في التأويل على وجوه كثيرة : فمنها الطاعة ، ومنها تعلم العلم ، ومنها الدخول في العهد والإحرام ، ومنها الرحمة ، ومنها ظاهر الشريعة ، ومنها إقامة الدعوة ، ومنها الصورة الروحانية.
وقال سيدنا المؤيد نضر الله وجهه : فإذا أدرك الإنسان حقيقة المعاد ، وتأمل ذلك بعين البصيرة ، نظر الحقيقة ، رأى ثم رأى (١) نعيما وملكا كبيرا ، كما قال الله سبحانه ، والملك هو الإمامة والقوة والبسط في العلم الحقيقي كما قال تعالى : (آتَيْنا آلَ إِبْراهِيمَ الْكِتابَ وَالْحِكْمَةَ وَآتَيْناهُمْ مُلْكاً عَظِيماً) (٢) يعني الإمامة والنبوة اللذين هما الملك بالحقيقة ، وكل ملك لا يكون مع النبوة والوصاية والإمامة فليس ذلك بملك ، لأن ذلك الملك زائل ، لا قرار له ولا ثبات عنده ، نعني ملك الدنيا الفانية ، فاعلم ذلك وتحققه ولا تتجاوز حدوده.
وقال أيضا : فإذا خرج الإنسان من هذا العالم الكثيف إلى العالم اللطيف الروحاني تجرد من هذا الجسد الكثيف ، ويدعه مثل المشيمة ، ويكون قد اكتسب بعلمه وعمله من الشريعة جسدا لطيفا يقدر على الصعود مع النفس الناطقة مع اللطافة. فتأمل ما ذكرناه رمزا واستعدادا. الزاد للدار الآخرة لخلاص النفوس الناطقة وبلوغها إلى ما لا نهاية ، ونقلتها من حالة إلى حالة ،
__________________
(١) رأى : سقطت في ط.
(٢) سورة : ٤ / ٥٤.