كاملة حساسة دراكة لا يفوتها شيء من الأشياء ، عالمة بما كان وبما يكون إلى يوم الدين.
وكما أن السلالة تنتقل من حالة إلى حالة إلى أن تنتهي إلى الخلق (١) الآخر الذي هو اللطيف الحي العالم القادر إلى قوله وهذا دليل واضح بأن النفس الناطقة تنتقل من حال إلى حال ، ومن درجة إلى درجة حتى تصير خلاف ما كانت عليه ؛ قال الله تعالى في أمنية المؤمن لمن بعده : (يا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ. بِما غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ) (٢). فالعمل العمل بما شرحته ، فبالعمل تتصل بالعلم ، وبالعمل تكمل صورتك وتنال الدرجات وتبلغ غاية الغايات ، والعمل هو ولاية الأئمة ، وبطاعة إمام الزمان تنال عفو الرحمن ، ولا تقبل الأعمال المفروضات والمسنونات إلّا بطاعة من قد فرض الله تعالى طاعته بقوله عزوجل : (أَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) (٣).
فهذه ثلاث طاعات واجبة مفروضة مسنونة لا رخصة فيها ، ومن فرق بينها سقط عمله وباء بإثمه.
ثم ذكر البرازخ (٤) قال : فالبرزخ شيء بين شيئين ، وقيل إنّه بين الجنة تردم (٥) أرواح الخلق فيه إلى يوم القيامة ، فإذا وقع الحساب دخل أهل الجنة الجنة ، وأهل النار النار. وهذا فصل بين فيه أن المجمع برزخ يردم فيه أرواح أهل الدعوة إلى الانبعاث المنبعث الثاني الذي هو الملك المقرب الذي به تتعلق الأنفس وبه تستمد في دار الحس.
وللبرزخ وجوه ومعان جمة ؛ ووجه من الوجوه أن البرزخ هم النطقاء
__________________
(١) الخلق : سقطت في ج.
(٢) سورة : ٣٦ / ٢٦ ، ٢٧.
(٣) سورة : ٤ / ٥٩.
(٤) ثم ذكر البرازخ قال : وقال أيضا ثم ذكر البرازخ في ج.
(٥) تردم : ترزم في ط.