ع [٦٩] روي عن ابن عباس أن النبيّ صلىاللهعليهوسلم قال : «لو تمنّوا الموت لغص كل إنسان منهم بريقه وما بقي على وجه الأرض يهودي إلا مات».
قال الله تعالى : (وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَداً بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) ، لعلمهم أنهم في دعواهم كاذبون ، وأراد (بِما قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ) بما قدّموه من الأعمال ، وأضاف (١) العمل إلى اليد [دون سائر الأعضاء](٢) لأن أكثر جنايات الإنسان تكون باليد ، فأضيف إلى اليد أعماله ، وإن لم يكن لليد فيها عمل ، (وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ).
(وَلَتَجِدَنَّهُمْ) ، اللام لام القسم ، والنون تأكيد للقسم ، تقديره : والله لتجدنّهم يا محمد ، يعني : اليهود (أَحْرَصَ النَّاسِ عَلى حَياةٍ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا) ، قيل : هو متصل بالأول ، أي : وأحرص من الّذين أشركوا ، وقيل : تمّ الكلام بقوله : (عَلى حَياةٍ) ، ثم ابتدأ (وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا) ، وأراد بالذين أشركوا المجوس ، قاله (٣) أبو العالية والربيع ، سمّوا مشركين لأنهم يقولون بالنور والظلمة. (يَوَدُّ) : يريد ويتمنّى ، (أَحَدُهُمْ لَوْ يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ) ، يعني : تعمير ألف سنة ، وهي تحية المجوس فيما بينهم ، يقولون : عش ألف سنة وكل ألف نيروز ومهرجان ، يقول الله تعالى : اليهود أحرص على الحياة من المجوس الذين يقولون ذلك ، (وَما هُوَ بِمُزَحْزِحِهِ) : بمباعده ، (مِنَ الْعَذابِ) ، [أي] : من النار (أَنْ يُعَمَّرَ) ، أي : طول عمره لا ينقذه (٤) من العذاب ، و (زحزح) لازم ومتعدّ ، يقال : زحزحته ، فتزحزح ، وزحزحته : فزحزح ، (وَاللهُ بَصِيرٌ بِما يَعْمَلُونَ) ، [قرأ يعقوب بالتاء والباقون بالياء](٥).
(قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ مُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيْهِ وَهُدىً وَبُشْرى لِلْمُؤْمِنِينَ (٩٧))
قوله عزوجل : (قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ).
ع [٧٠] قال ابن عباس رضي الله عنهما : إن حبرا من أحبار اليهود ، يقال له عبد الله بن صوريا قال
__________________
ع [٦٩] ـ الراجح وقفه. أخرجه البيهقي في «الدلائل» (٦ / ٢٧٤ ـ ٢٧٥) عن ابن عباس مرفوعا بأتم منه ، وإسناده ضعيف جدا ، بل مصنوع فيه الكلبي ، وهو محمد بن السائب ، وهو متروك متهم ، وأبو صالح غير ثقة في ابن عباس ، وقد أقر الكلبي بأن كل ما رواه عن أبي صالح عن ابن عباس ، كذب. راجع ترجمة في «الميزان». وقد مر الكلام عليه في المقدمة.
وأخرجه الطبري ١٥٧٠ عن الأعمش عن ابن عباس موقوفا ، وهذا إسناد ضعيف لانقطاعه بين الأعمش وابن عباس ، وكرره الطبري ١٥٧٣ بنحوه عن ابن عباس موقوفا ، وفيه محمد بن أبي محمد شيخ ابن إسحاق ، وهو مجهول.
ـ وورد من وجه آخر عن ابن عباس موقوفا أخرجه النسائي في «التفسير» (٨١) وأحمد ١ / ٢٤٨ ورجال النسائي ثقات والإسناد متصل.
وانظر ما قاله الحافظ في «تخريج الكشاف» (١ / ١٦٧) و «الفتح» (٨ / ٧٢٤) وخلاصة القول أنه لم يصح مرفوعا ، وإنما هو من كلام ابن عباس رضي الله عنه. والله أعلم ، وانظر «تفسير الكشاف» (٤٤) بتخريجي ، والله الموفق.
ع [٧٠] ـ لم أجده مسندا بهذا التمام. ذكره الواحدي في «أسباب النزول» (٤١) عن ابن عباس بدون إسناد ، وقال الحافظ في «تخريج الكشاف» (١ / ١٦٩) بعد أن زاد نسبته للثعلبي : ولم أقف له على سند ، ولعله من تفسير الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس ا ه.
__________________
(١) في المخطوط «أضافها» بدل و «أضاف العمل».
(٢) سقط من المطبوع.
(٣) في المطبوع «قال».
(٤) في المطبوع «يبعده».
(٥) زيد في المطبوع دون المخطوط و ـ ط ـ.