(مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ وَمِيكالَ) : خصّهما بالذكر من جملة الملائكة مع دخولها في قوله : (وَمَلائِكَتِهِ) ، تفضيلا وتخصيصا ؛ كقوله تعالى : (فِيهِما فاكِهَةٌ وَنَخْلٌ وَرُمَّانٌ (٦٨)) [الرحمن : ٦٨] ، خصّ النخل والرمان بالذكر مع دخولهما في ذكر الفاكهة ، [للتفضيل](١) ، والواو فيهما بمعنى «أو» ، يعني : من كان عدوا لأحد هؤلاء [فإنه عدوّ للكل](٢) ، لأن الكافر بالواحد كافر بالكل ، (فَإِنَّ اللهَ عَدُوٌّ لِلْكافِرِينَ) ، قال عكرمة : جبر وميك (٣) وإسراف هنّ (٤) العبد بالسريانية ، قال (٥) وإيل هو الله تعالى ، ومعناهما : عبد الله وعبد الرحمن ، وقرأ ابن كثير «جبريل» بفتح الجيم غير مهموز ، بوزن فعليل ، قال حسان :
وجبريل رسول الله فينا |
|
وروح القدس (٦) ليس له كفاء |
وقرأ حمزة والكسائي بالهمزة (١) والإشباع وزن (سلسبيل) ، وقرأ أبو بكر بالاختلاس ، وقرأ الآخرون بكسر الجيم غير مهموز ، وميكائيل قرأ أبو عمر ويعقوب وحفص «ميكال» بغير همز ، قال جرير :
عبدوا الصليب وكذّبوا بمحمد |
|
وبجبرائيل وكذبوا ميكالا |
[وقال آخر](٧) :
ويوم بدر لقيناكم لنا مدد |
|
فيه مع نصر جبريل وميكال |
وقرأ نافع وأهل المدينة : بالهمز والاختلاس ، بوزن ميكاعل ، وقرأ الآخرون : بالهمز والإشباع بوزن ميكاعيل (٨) ، قال ابن صوريا : ما جئتنا [يا محمد](٩) بشيء نعرفه ، فأنزل الله تعالى :
(وَلَقَدْ أَنْزَلْنا إِلَيْكَ آياتٍ بَيِّناتٍ) : وواضحات مفصّلات بالحلال والحرام والحدود والأحكام ، (وَما يَكْفُرُ بِها إِلَّا الْفاسِقُونَ) : الخارجون عن أمر الله عزوجل.
(أَوَكُلَّما) ، واو العطف دخلت عليها ألف الاستفهام ، (عاهَدُوا عَهْداً) ، يعني : اليهود عاهدوا : لئن خرج محمّد صلىاللهعليهوسلم ليؤمنن (١٠) به ، فلما خرج [إليهم محمد صلىاللهعليهوسلم](١١) كفروا به ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : لما ذكّرهم رسول الله صلىاللهعليهوسلم ما أخذ الله عليهم [من الميثاق](١٢) وعهد إليهم في محمد صلىاللهعليهوسلم أن يؤمنوا به ، قال مالك بن الصيف : والله ما عهد إلينا عهدا في محمد ، فأنزل الله تعالى هذه الآية ، يدلّ عليه قراءة أبي رجاء العطاردي «أو كلما عوهدوا» فجعلهم مفعولين ، وقال عطاء : هي العهود التي كانت بين رسول الله صلىاللهعليهوسلم وبين اليهود : أن لا يعاونوا المشركين على قتاله ، فنقضوها كفعل بني قريظة والنضير ، دليله قوله تعالى : (الَّذِينَ عاهَدْتَ مِنْهُمْ ثُمَّ يَنْقُضُونَ عَهْدَهُمْ) [الأنفال : ٥٦] ، (نَبَذَهُ) : طرحه ونقضه (فَرِيقٌ) : طوائف (مِنْهُمْ) ، من اليهود ، (بَلْ أَكْثَرُهُمْ لا يُؤْمِنُونَ).
__________________
(١) وقع في الأصل «بالهمة» والتصويب من النسخة «م».
__________________
(١) زيد في المطبوع وحده.
(٢) سقط من المخطوط.
(٣) في المطبوع «جبير وميت».
(٤) في المطبوع «هي».
(٥) في المطبوع «وآل».
(٦) في المطبوع «القديس».
(٧) سقط في المخطوط.
(٨) في المطبوع «ميكاعل» وفي ـ ط ـ «ميفاعل».
(٩) زيادة عن المخطوط.
(١٠) في المطبوع «لتؤمنن».
(١١) زيد في المطبوع وحده.
(١٢) سقط من المخطوط.