وأما تفسير الضحاك بن مزاحم الهلالي : [قال الأستاذ أبو إسحاق الثعلبي](١) ، ثنا أبو القاسم الحسن بن محمد السدوسي ، ثنا أبو عمرو أحمد بن محمد العمركي بن حسن (٢) ، ثنا جعفر بن محمد [بن] سوار ثنا أحمد بن محمد بن جميل المروزي ، ثنا أبو معاذ ، عن عبيد بن سليمان الباهلي ، عن الضحاك (٣).
وأما تفسير مقاتل بن حيان : قال : أنا عبد الله بن حامد الوزان ، ثنا أحمد بن محمد بن عبدوس ، ثنا إسماعيل بن قتيبة ، ثنا أبو خالد يزيد بن صالح الفراء النيسابوري ، حدثنا بكير بن معروف البلخي الأزدي (٤) ، أبو معاذ عن مقاتل بن حيان (٥).
وأما تفسير مقاتل بن سليمان : قال : أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد المهرجاني ، [قال :] أنا أبو محمد عبد الخالق بن الحسن بن محمد السقطي (٦) المعروف بابن أبي رؤبة ، ثنا عبد الله بن ثابت بن
__________________
ـ وقال ابن حبان : مذهبه في الدين ، ووضوح الكذب فيه أظهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفه.
يروي عن أبي صالح عن ابن عباس التفسير. وأبو صالح لم ير ابن عباس ، ولا سمع الكلبي من أبي صالح إلى الحرف بعد الحرف ، فلما احتيج إليه أخرجت له الأرض أفلاذ كبدها.
ـ لا يحل ذكره الكتب ، فكيف الاحتجاج به.
ـ والثالثة : أبو صالح واسمه باذام ويقال «باذان» قال الذهبي «الميزان» (١ / ٢٩٦) ما ملخصه : ضعفه البخاري ، وقال النسائي : ليس بثقة ، قال ابن معين : ليس به بأس ، وقال ابن المديني : سمعت يحيى بن سعيد يذكر عن سفيان قال : قال الكلبي : قال لي أبو صالح : كلما حدثتك كذب.
وانظر : «تهذيب التهذيب» (١ / ٣٦٥).
(١) ما بين المعقوفتين في الأصل «قال : أنا أستاذ إسحاق الثعلبي» وفيه تخليط من النساخ. والعبارة في «ط» «قال : أنا الأستاذ إسحاق الثعلبي» وليست العبارة مستقيمة أيضا ، والمثبت من المخطوطتين هو الصواب ، فإن البغوي رجع في هذه السلسلة إلى كلام الثعلبي الذي تقدم قبل رواية الكلبي المتقدمة ، ويؤيد ذلك هو أن أبا القاسم الحسن بن محمد هو شيخ الثعلبي لا البغوي. راجع الأسانيد المتقدمة ، والله أعلم ، ويؤيده أيضا الروايات الآتية ، فإنها للثعلبي ، والله الموفق.
(٢) وقع في الأصل «بن حسن» والمثبت عن «ط» وتقدم مثله آنفا.
(٣) الإسناد إلى الضحاك لا بأس به ، رجاله ثقات. أبو معاذ هو الفضل بن خالد النحوي ، وثقه ابن حبان وعبيد الله سليمان ، وثقه ابن حبان ، وقال أبو حاتم : لا بأس به ، ووهاه ابن معين. وأما الضحاك بن مزاحم ، فإنه أكثر الرواية عن ابن عباس ، وهو لم يلقه. قال الحافظ في «تهذيب التهذيب» : وثقه أحمد ويحيى وأبو زرعة ، قال أبو قتيبة عن شعبة ، قلت لمشاش الضحاك سمع ابن عباس؟ قال : ما رآه قط. وقال سلمة بن قتيبة : عن شعبة حدثني عبد الملك بن ميسرة قال : الضحاك لم يلق ابن عباس ، إنما لقي سعيد بن جبير بالري ، فأخذ عنه التفسير. وقال علي المديني قال يحيى بن سعيد : كان الضحاك عندنا ضعيفا ا ه ملخصا. قلت : فمن هذا القبيل ، يرد روايات منكرة في التفسير عن ابن عباس ، فهي لا تصح عنه ولا تليق به ، وإنما نسبت إليه عن طريق الكلبي والضحاك ومقاتل وغيرهما.
(٤) زيد في نسخ المطبوع بعد لفظ «الأزدي» ـ ثنا ـ وهو خطأ من النساخ ، فإن أبا معاذ ، هو بكير كما سيأتي.
(٥) يزيد بن صالح الفراء. ذكره الذهبي في «الميزان» (٤ / ٤٢٩) ، وقال : قال أبو حاتم : مجهول. قال الذهبي : قلت وثقه غيره ا ه. وشيخه بكير بن معروف هو أبو معاذ قال الذهبي (١ / ٣٥١) : وثقه بعضهم ، وقال ابن المبارك : ارم به ، وقال ابن عدي : أرجو أنه لا بأس به ، ليس حديثه بالمنكر جدا ا ه. وشيخه مقاتل بن حيان ، قال عنه الذهبي رحمهالله في «الميزان» (٤ / ١٧١) : كان عابدا كبير القدر ، صاحب سنة وصدق ، وثقه يحيى وأبو داود وغيرهما ، وقال النسائي : لا بأس به ، وقال الأزدي : سكتوا عنه. وقال ابن خزيمة : بعضهم كان يروي عن مقاتل بن سليمان ـ الآتي ذكره ـ فيوهم أنه ابن حيان ، والله أعلم.
(٦) وقع في الأصل «السقيطي» والتصويب عن «ط» وكتب التراجم.