الجهة الأولى :
في أصل حجيّة القطع
وتوضيح الكلام فيها هو ، أنّ الحجيّة لها معان ثلاثة.
١ ـ المعنى الأول : الحجية المنطقية ، ويقصد بها البحث عن مدى إصابة القطع وحقّانيته ، وهنا يبحث كليا عن مناشئ القطع ، حيث انّه قد ينشأ عن الإحساس والتجربة أو البرهان وغير ذلك ، فيبحث حينئذ عن أنّه من أيّ منشأ يكون مضمون الإصابة أكثر ، وهذا كما عرفت بحث منطقي يسمي بنظرية المعرفة بحثناه في كتاب فلسفتنا وهو خارج عن غرض الأصولي وإن كان سيقع الكلام فيه استطراقا عند مناقشة بعض علمائنا المحدّثين في علم الأصول ، وكان هذا البحث يبحث قديما تحت عنوان صناعة البرهان في المنطق ، وأمّا حديثا فيبحث تحت عنوان نظرية المعرفة.
ب ـ المعنى الثاني : الحجيّة التكوينية ، ويقصد بها محركيّة القطع للقاطع نحو المقطوع بالنحو المناسب لغرضه ، فالعطشان مثلا إذا قطع بوجود ماء في مكان ، فإنّ قطعه هذا يحركه إلى ذلك المكان ، وهذا المعنى أيضا خارج عن غرض الأصولي.
ج ـ المعنى الثالث : هو الحجيّة الأصوليّة ، والّتي يهتمّ الأصولي