...............
__________________
ـ [ثم] قال [ابو عمر] : ومن حديث الحكم وسعيد بن جبير عن ابن عباس قال : نزلت في علي بن أبي طالب والوليد بن عقبة ـ في قصة ذكرها ـ : (أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً؟ لا يَسْتَوُونَ.)
أقول : والوليد هذا هو الذي جاهر بالبهتان ورثى أخاه من أمه عثمان بعد هلاكه قائلا :
بني هاشم ردوا سلاح ابن أختكم |
|
ولا تنهبوه لا تحل مناهبه |
بني هاشم كيف الهوادة بيننا |
|
وعند علي درعه ونجائبه |
بني هاشم كيف التودد منكم |
|
وبزابن أروى فيكم وحرائبه |
بني هاشم إن لا تردّوا فإنّنا |
|
سواء علينا قاتلاه وسالبه |
بني هاشم إنّا وما كان منكم |
|
كصدع الصّفا لا يشعب الصدّع شاغبه |
قتلتم أخي كيما تكونوا مكانه |
|
كما غدرت يوما بكسرى مرازبه |
فاجابه عبد الله بن أبي سفيان بن الحارث بن عبد المطلب أو الفضل بن العباس بن عتبة بن أبي لهب :
سلوا أهل مصر عن سلاح ابن اختنا |
|
فهم سلبوه سيفه وحرائبه |
فلا تسألونا سيفه إنّ سيفه |
|
أضيع وألقاه لدى الروع صاحبه |
وشبّهته كسرى وقد كان مثله |
|
شبيها بكسرى هديه وضرائبه |
وكان وليّ الأمر بعد محمّد |
|
عليّ وفي كلّ المواطن صاحبه |
عليّ وليّ الله أظهر دينه |
|
وأنت مع الأشقين فيمن تحاربه |
وأنت امرؤ من أهل صفواء نازح |
|
فما لك فينا من حميم تعاتبه |
وقد أنزل الرحمان أنك فاسق |
|
فما لك في الإسلام سهم تطالبه |
وهذه القصّة ذكرها المسعودي في آخر ترجمة عثمان من كتاب مروج الذهب : ج ٢ ص ٣٥٧ ط مصر.