نهج البلاغة ، ومنها العدوان حيث يتحمل المعتدي سيئات المعتدى عليه ، وأيضاً يأخد هذا حسنات ذاك ، وسبقت الإشارة إلى ذلك في الدعاء ٢٢ عند تفسير « تقاضي به من حسناتي وتضاعف به من سيئاتي » .
|
أللّهُمَّ وَمَا تَعَدَّيَا عَلَيَّ فيِهِ مِنْ قَوْلٍ ، أوْ أسْرَفا عَلَيَّ فِيهِ مِنْ فِعْلٍ ، أوْ ضَيّعَاهُ لي مِنْ حَقٍّ ، أوْ قَصّرا بي عَنْهُ مِنْ واجِبٍ . . . فَقَدْ وَهَبْتُهُ لَهُمَا ، وَجُدْتُ بِهِ عَلَيْهِمَا ، وَرَغِبْتُ إلَيْك في وَضْعِ تَبِعَتِهِ عَنْهُمَا ، فإنّي لا أتّهِمُهُمَا عَلى نَفْسي ، وَلا أسْتَبْطِئُهُمَا في بِرّي ، وَلا أكْرَهُ مَا تَوَلّيَاهُ مِنْ أمْرِي يَا رَبّ ؛ فَهُمَا أوْجَبُ حَقّاً عَلَيّ ، وَأقْدَمُ إحْسَاناً إلَيَّ ، وَأعظَمُ مِنّةً لَدَيَّ . . . مِنْ أنْ أُقَاصّهُمَا بِعَدْلٍ ، أوْ أُجَازِيَهُمَا عَلى سِئْلٍ . أيْنَ إذاً يَا إلَهي طُولُ شُغْلِهِمَا بتَربِيَتي ! ؟ وَأيْنَ شِدَّةُ تَعَبِهِمَا في حِراسَتي ؟ ! وَأيْنَ إقْتَارُهُمَا عَلى أنْفُسِهِمَا للتَوْسِعَةِ عَلَيَّ ؟ ! هَيْهَاتَ مَا يَسْتَوفِيَانِ مِنّي حَقّهُمَا ، وَلا أُدْرِكُ مَا يَجِبُ عَلَيَّ لَهُمَا ، وَلا أنَا بِقَاضٍ وَظيفَةَ خِدْمَتِهِمَا . |
( أللهم وما تعديا علي فيه . . . ) كما
أوجب سبحانه حقوقاً للوالدين على والولد ، أوجب أيضاً حقوقاً له عليهما ، ومن أهمل وقصّر استحق اللوم والعقاب والداً كان أو ولداً ، والامام السجاد (ع) يتجاوز ويتنازل عما