افترضه الله له على أبويه ، وحملهما من حقه أياً كان نوعه ويكون ، وعبّر عن هذا التسامح والتجاوز بقوله : ( وهبته لهما . . . ) أسألك اللهم أن لا تؤاخذ أبوي على أي شيء يتصل بي من قريب أو بعيد ( فإني لا أتهمهما على نفسي . . . ) هما عندي وفي عقيدتي من الناصحين المخلصين لا تواني منهما في حقي ولا تقصير ( ولا أكره ما توليا من أمري ) مهما أتى من المحبوب محبوب ، والعكس بالعكس .
( فهما أوجب حقاً علي وإحساناً إلي . . . ) لي حق ولهما حق ، ولكن حقهما أقدم وأعظم ( من أن أُقاصهما بعدل . . . ) لا مقاصة عادلة إلا مع المساواة ، ولا مكان لها بين المنعم والمنعم عليه . ومن هنا يُقتل الولد بوالده ، ولا يُقتل الوالد بالولد .
( أين اذن يا إلهي طول شغلهما . . . ) لقد تحملا الضيق والشدة لأعيش في سعة ، والتعب والعناء لأكون في راحة ، والذل والهوان من أجل سعادتي ( هيهات ) بفتح التاء وكسرها وضمها : إسم فعل بمعنى بعدُ ( ما يستوفيان حقهما . . . ) أُقر وأعترف بالعجز عن القيام بحقهما مهما اجتهدت وبالغت ، لأنه جسيم وعظيم .
وبعدُ ، فمن أراد أن يستدرك ما فرط من حق أبويه بعد موتهما ، فليستغفر الله لهما ، ويقض دينهما ، ان كان عليهما شيء منه لله أو للناس وإلا تصدق عنهما بما يستطيع . وفي الحديث : من الأبرار يوم القيامة رجل بر والديه بعد موتهما .
|
فَصَلّ عَلى مُحَمّدٍ وَآلِهِ ؛ وَأعِنّي
يَا خَيْرَ مَنْ أسْتَعينُ بِهِ ، وَوَفِّقْني يَا أهْدى مَنْ رُغِبَ إلَيْهِ ، |