والحقائق الناصعة ، وتلك علاقة الآباء والأبناء وبالعكس ومَن ثَمّ حقوقهم وما يجب عليهم كلّ اتجاه الآخر ، بلا ظلم وتعدّي ولا اجحاف وافراط بل في أُفق المحبة والمودّة وعالم الصفاء والصداقة وعدم توتر علاقات الابوّة والبنوّة ، فانّا جعلناكم أُمّةً وسطاً .
وإنّ علاقة الأبوين والأولاد لهي محط أنظار علماء النفس والمجتمع ، بل وللفقهاء مباحث قيّمة تدور حول الوالدين والأبناء في مسائل فقهية فرعية عديدة في كتاب الحج والحدود والنكاح ، وأكثر أبواب الفقه ، ولو أردنا جمعها لأدّى ذلك الى كتاب ضخم ، ولو أردنا تحقيقها والبحث حولها مسبغاً جامعاً لوصل بنا الأمر الى تأليف عشرات من الكتب والرسائل .
وزبدة المخاض أنّ للولد على الوالدين حقوقاً كما للوالدين على الأولاد حقوقاً ، كما هو معلوم ذلك في جميع الأديان السماوية والأنظمة الاجتماعية والقوانين البشرية ـ وان كانت ناقصة ـ .
وأمّا في الشريعة الاسلامية السمحاء ، فنرى ما يعجب الناظر ويدهش المحقق وذلك في كيفية بناء العلاقة ورصانتها وتحكيمها في المجتمع والاشرة وحتى الانسان نفسه .
والجدير بالذكر انّ الولاية للأب وانّ علا دون الام ، ولكنّ المحبة والشفقة والعطوفة للأُمّ أوّلاً ثمّ الأب ، وهناك لطائف وأسرار كثيرة في بيان علاقة الأبّوة والبنوّة من زاوية الاسلام العظيم يقف عليها مطالعنا الكريم في هذا السفر الجليل .
اذ قد تصدّى والدي
المرحوم سماحة العلّامة آية الله السيد علي بن الحسين العلوي تغمّده الله برحمته الواسعة وأسكنه فسيح جنانه