الشبهة الأولى :
ومفادها : أن الزيارة تشمل اللعن الغليظ والمكرر بصورة تثير مجموعة م ن الإشكاليات والتساؤلات والتي منها :
ـ كيف يصر أهل البيت (ع) على المداومة على هذه الزيارة وهي تشمل هذا السب واللعن في الوقت الذي هم (ع) فيه أبواب رحمة الله سبحانه وتعالى كما أن القرآن واضح بهذا الصدد ، كما قال تعالى في سورة الأنعام آية ـ ـ (ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فیسبوا الله عدوا بغير علم).
ـ لا يليق بنا أن نخوض في أحوال غابت وبعدت حقائقها عنا ، ثم ما الذي ألزمنا وأوجب علينا أن نلعن أحدا من المسلمين أو نبرأ منه! وأي ثواب في اللعن والبراءة!! إن الله تعالى لا يقول يوم القيامة للمكلف : لم لم تلعن؟ بل يقول له لم لعنت؟ ولو أن إنسان عاش عمره كله لم يلعن إبليس لم يكن عاصيا ولا آثما. (١)
ـ كيف لنا أن نقول بالزيارة في الوقت الذي نحن مأمورون بالتحلي بالأخلاق الفاضلة وأن فتره ألسنتنا عن الشتم والسب واللعن كما قال أمير المؤمنين (ع) (أكره لكم أن تكونوا سبابين).
ـ إن كل ما يصدر من الإنسان تجاه الآخر يريد الانتقاص من المسبوب وإغاظته حتى وإن كان ذلك القول يطابق الواقع ، فإن ذلك يعد قولا بذيئا ومذموما وفاحشا ، فهل نتصور أن يصدر من أهل البيت (ع) وهم الرحمة المهداة ومعدن الفضائل مثل ذلك!! إلى غير ذلك من الإشكاليات والتساؤلات ....
__________________
(١) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج ص كلام في المعالي الجويني.