البحث في أحوال السند
وقبل التعرف على حال السند في جميع الطرق المتقدمة يلزم التنبيه على ثلاثة أمور :
الأمر الأول :
ذكرنا أن للشيخ الطوسي ثلاثة طرق إلى محمد ابن إسماعيل ابن بزیع ، فقد ترد شبهة مفادها : أنه ربما سمع الشيخ وروى الزيارة عن أحد هذه الطرق الثلاثة فقط ، فلماذا نذكر ونبحث عن حال السند بجميع طرقه؟ نقول : إن الشيخ الطوسي حينما نقول إن له ثلاثة طرق إلى محمد ابن إسماعيل ابن بزيع ، هذا يعني أن جميع ما ينقله عن محمد ابن إسماعيل ينقله عن أصل لمحمد ابن إسماعيل ، وهذا الأصل أخبر به الشيخ من قبل الطرق الثلاثة ، فإذا لم يصح أحد الطرق فتكفي صحة الآخر لقيام الحجة ، وهذا الكلام لا خلاف فيه.
الأمر الثاني :
ذكر أبو الهدى الكلباسي في كتابه (سماء المقال في علم الرجال) في المجلد الأول في صفحة () أن جده العلامة الكلباسي جزم على عطف محمد ابن إسماعيل ابن بزيع على محمد ابن خالد .. ولكن أبا الهدى الكلباسي أظهر ضعف هذا القول ، بل إن الزيارة لها طريقان. وهذا على ما يظهر من محموعة قرائن هو الصواب ، وهو ما ذكرناه آنفا.
الأمر الثالث :
وننبه هنا على أمر مهم : أن علماءنا جزموا في مثل هذا السند الذي تتعدد طرقه بكفاية صحة أحد الطرق فقط ، ففي مثل حالنا مع الزيارة التي يوجد في واقع الأمر ـ كم مر ـ خمسة طرق إلى المعصوم (ع) ، فيكفي ثبوت صحة أحد الطرق ، فلو كان أربعة منها ضعيف السند وواحد فقط صحيح