ثالثا : في بعض مختصات الحسين (ع) (١):
إن الحسين بن علي صلوات الله وسلامه عليه أعلى وأجل أن نتمكن ـ ونحن العاجزون ـ عن الحديث عنه بل وعن ذكر بعض ما يليق بجلال عظمته ورفيع درجاته وسمو مكانته ...
وقبل أن ندخل في الموضوع أود أن أذكر مقدمة تحوي مجموعة من النقاط (کمدخل إلى ما أردنا الإلماع إليه :
المقدمة :
أولا :
إن مكانة وعظمة الإمام الحسين عليه السلام لا يمكن لنا استيعابها ، كما أن الاعتراف بالعجز عن إدراك كنه الباري جل وعلا من صميم الإيمان المبني على المعرفة ، كذلك هم ـ المعصومون الأربعة عشر ـ لا يمكن لنا إحاطتهم ، ولا شك أنهم ليسو کالله سبحانه وتعالى في اللامحدودية ، ولكن مما لا شك فيه أنهم (ع) أوسع من جميع المخلوقات مما يجعل نسبة المخلوقات إليهم كالقطرة إلى المحيط .. والمثال للتقريب وإلا فالنسبة أكبر وأبعد .. وقد دلت على هذه الموضوعة الروايات المتعددة كبعض مقاطع الزيارة الجامعة وحدیث الكساء أو بعض أدعية شهر رجب وغيرها ، كما يدل على ذلك العقل ، ولسنا هنا في صدد إثبات ذلك وإنما أردنا الإشارة هذه الحيثية والتذكير.
إذا خلص إلى أن معرفة الإمام الحسين (ع) ـ حق المعرفة ـ فوق مستوى إدراكنا ولا تحيطه عقولنا بل تتهافت أمام شموخ صرحه ألباب أرباب أهل العلم والمعرفة.)
__________________
(١) هذه النقطة (التالية) هي في واقع الأمر بحث کتبته في محرم لعام ١٤٣٣ ه لتقديمه لإحدى المواقع على شبكة الانترنت (شبكة مزن الثقافية) وكان بعنوان (الحسین ابن علي (ع) جوهرة الوجود الفريدة) وهو في مختصات الإمام الحسين (ع) وأحببت أن أدرجه في هذا الفصل لتعم الفائدة.