ثانيا :
إن حديثنا عن الإمام الحسين (ع) في أية جنبة من جوانبه في حقيقته لو مجرد عن الأمر والامتثال لكان من الفضول وسوء الأدب ـ والحال هذه ـ ولكان مصداقا لتعدي العبد الآبق على سيده ومولاه الكريم .. فتبا لأقلامنا وألسنتنا لجرأتهما على سيدها ومولاها ، فإنه يشترط في الكاتب أو الناطق ع ن الحسين (ع) العلم والمعرفة والكمال (ولا علم ولا معرفة ولا كمال) ولا يقال أنه في نص بعض زيارة الإمام الحسين (ع) (أتيتك عارفة ..) مما يشي بإمكانية المعرفة ، فإن ذلك تعبد من قبيل قراءة القرآن ، ولا قائل من المسلمين بتمامية معرفتنا بالقرآن وعلومه في الوقت الذي لا ينفك لسان من المسلمين عن ترتيل آياته الطاهرة ، أو تكون المعرفة المذكورة مختصة بكونه مفروض الطاعة ويستفاد ذلك من الروايات.
كما أنه يشترط في القاريء ـ لا أعني قراءة هذه الأسطر القاصرة بل عموم القراءة عن الحسين (ع) ـ أو السامع وجود الأرضية الخصبة والاستعداد التقبل الفيوضات المتصلة بالمدد الإلهي من قبيل (يشرح صدره للإسلام). فيتضح بذلك أن حديثنا عن الحسين (ع) هو امتثال لأوامرهم (ع) (رحم الله من أحيا ذكرنا) أو (أمرنا) ، ولعل الحديث عنهم (ع) والتفكر في سيرتهم صغرى لكبرى (المودة في القربي) وكذا دليل العقل من رجوع
الجاهل للعالم والعليل للطبيب .. وأي عالم وأي طبيب الحسين بن علي (ع) الذي لا يحيطه تعریف ولا يمكن وصفه ، فهذا من ذا ليس إلا.
وقبل ذلك كله فإن مجرد ذكرنا للحسين (ع) فإنه من جميل فيوضاته لأنه خير وذلك من باب (إن ذكر الخير كنتم أوله وأصله وفرعه ومعدنه ومأواه