رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في بر الوالدين وفي صلة القرابة وفي الإحسان إلى اليتامى وفي الإحسان إلى الجار وفي القيام بما يحتاج إليه المماليك أحاديث كثيرة قد اشتملت عليه كتب السنة لا حاجة بنا إلى بسطها هنا.
[الآية الخامسة عشرة]
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ وَأَنْتُمْ سُكارى حَتَّى تَعْلَمُوا ما تَقُولُونَ وَلا جُنُباً إِلَّا عابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضى أَوْ عَلى سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيداً طَيِّباً فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ إِنَّ اللهَ كانَ عَفُوًّا غَفُوراً (٤٣)).
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا) جعل الخطاب خاصا بالمؤمنين لأنهم الذين كانوا يقربون الصلاة حال السكر ، وأما الكفار فهم لا يقربونها سكارى ولا غير سكارى.
(لا تَقْرَبُوا الصَّلاةَ) قال أهل اللغة : إذا قيل لا تقرب ـ بفتح الراء ـ كان معناه لا تتلبس بالفعل ، وإذا كان بضم الراء كان معناه لا تدنوا منه. والمراد النهي عن التلبس بالصلاة وغشيانها ، وبه قال جماعة من المفسرين وإليه ذهب أبو حنيفة ، وقال آخرون : المراد مواضع الصلاة ، وبه قال الشافعي. وعلى هذا فلا بدّ من تقدير مضاف ؛ ويقوّي هذا قوله : (وَلا جُنُباً إِلَّا عابِرِي سَبِيلٍ). وقالت طائفة : المراد الصلاة ومواضعها معا ، لأنهم كانوا حينئذ لا يأتون المسجد إلا للصلاة ولا يصلون إلا مجتمعين فكانا متلازمين.
(وَأَنْتُمْ سُكارى) : الجملة في محل نصب على الحال ؛ وسكارى جمع سكران ، مثل كسالى جمع كسلان.
وقرأ النخعي سكارى بفتح السين وهو تكسير سكران. وقرأ الأعمش سكرى كحبلى صفة مفردة. وقد ذهب كافة العلماء إلى أن المراد بالسكر هنا سكر الخمر ، إلا الضحاك فإنه قال : المراد سكر النوم ، ولم يعن بها الخمر. وأخرج عبد بن حميد عن ابن عباس قال : النعاس ؛ وقد أخرج عبد بن حميد وأبو داود والترمذي ـ وحسنه ـ والنسائي وابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم والحاكم ـ وصححه ـ في المختارة عن علي بن أبي طالب عليهالسلام قال : «صنع لنا عبد الرحمن طعاما فدعانا وسقانا من