وجهه ، والرّواية عن الثلاثة قليلة جدّا.
قال محمّد بن عبد العظيم الزرقاني في «المناهل» : معنى هذا السبب في إقلال الثلاثة (أبي بكر وعمر وعثمان) من التفسير أنّهم كانوا في وسط أغلب أهله علماء بكتاب الله ، عارفون بمعانيه وأحكامه.
أمّا الأمام عليّ رضي الله عنه فقد عاش بعدهم حتّى كثرت حاجة الناس في زمانه إلى من يفسّر لهم القرآن ، فلا جرم كان ما نقل عن عليّ أكثر ممّا نقل عن غيره.
أضف إلى ذلك ما امتاز به الإمام من خصوبة الفكر ، وغزارة العلم وإشراق القلب.
روى معمر (١) ، عن وهب بن عبد الله (٢) ، عن أبي الطفيل (٣) قال : شهدت عليا رضي الله عنه يخطب ويقول : سلوني فو الله لا تسألوني عن شيء إلّا أخبرتكم وسلوني عن كتاب الله فو الله ما من آية الّا وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار ، أفي سهل أم في جبل.
وفي رواية عنه قال : والله ما نزلت آية إلّا وقد علمت فيم أنزلت ، وأين
__________________
(١) هو معمر بن راشد بن أبي عمرو الازدي أبو عروة الفقيه المحدث الحافظ البصري ولد بالبصرة سنة (٩٥) وتوفي سنة (١٥٣) ه ـ الاعلام ج ٨ / ١٩٠ ـ
(٢) هو وهب بن عبد الله بن أبي دبي ، ترجمه ابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» ج ٩ / ٢٢ رقم ١٠١ وقال : روى عن أبي الطفيل ، وروي عنه معمر بن راشد. وثّقه ابن معين.
(٣) أبو الطفيل : عامر بن وائلة بن عبد الله عمرو ، ولد يوم وقعة أحد سنة (٣) ه وروى عن النبيّ صلىاللهعليهوآله تسعة أحاديث ، وحمل راية أمير المؤمنين عليهالسلام في بعض وقائعه ، وتوفّي بمكة المكرّمة سنة (١٠٠) ه وهو آخر من مات من الصحابة. ـ الاعلام ج ٤ / ٢٦ ـ