الخارجي لا الظلّي الذهني (١) مع أنّ من شروط التناقض اتّحاد الموضوع وحدة حسّية وضعيّة ووحدة القوّة العاقلة ليست وضعيّة تضيق عن المتقابلات بل عقليّة تجامعها كوحدة الطبائع النوعيّة والجنسيّة فإنّها عقليّة لا تمنع اتّصافها بالفصول والمشخّصات المتقابلة.
وعن الثاني بأنّ الحارّة مثلا ما تقوم به الحرارة في الخارج أن ما يمكن إدراك حرارتها بالمشاعر الظاهرة ، وكذا الكلام في غيره ، أو أنّه المتّصف بالحرارة لكنّها كيفيّة محسوسة.
وعن الثالث بأنّ القوّة الخياليّة لمّا لم تكن في نفسها مقدارا يجوز اتصافها بجميع المقادير والكمّيّات.
وفيه أنّ فقدها للمقدار إن كان لعدم صلاحيّة اتّصافها به أصلا فكيف يتّصف بجميعها وإن كان لعدم فعليّة شيء منها فبعد اتّصافها بالأوّل لا يتّصف بالثاني إلّا مع زوال الصورة الأولى مع إنّا نتصوّر في آن واحد مقادير عظيمة متخالفة الأوضاع والأشكال والجهات اللهمّ إلّا أن يقال : إنّ للانطباق الحاصل في القوى النفسانيّة أحكاما مغايرة لأحكام الانطباق في الأجسام الكثيفة الخارجيّة ولذا حكى في المواقف (٢).
__________________
(١) قال الحكيم القدوسي نصير الدين الطوسي (قدسسره) في التجريد : وحلول المثال مغايرة وقال الشارح العلّامة في شرح كلام الماتن : أقول : هذا إشارة إلى كيفية حصول الصورة في العاقل وتقريره أنّ الحالّ في العاقل إنّما هو مثال المعقول وصورته لا ذاته ونفسه ولهذا جوّزنا حصول صورة الأضداد في النفس ولم نجوّز حصول الأضداد في الخارج فعلم أنّ حلول المثال والصورة مغاير لحلول ذات الشيء.
(٢) المواقف في علم الكلام لعضد الدين عبد الرحمن المتوفى سنة ٧٥٦ ق ألفه لغياث الدين وزير