وشرحه (١) عن الحكماء أنّهم قالوا : الصّور العقليّة تمتاز عن الخارجيّة بوجوه :
الأوّل : أنّها غير متمانعة في الحلول إذ يجوز حلولها معا في محلّ واحد بخلاف الخارجيّة فإنّ المتشكّل بشكل مخصوص مثلا يمتنع أن يتشكّل بشكل آخر مع بقاء الشكل الأوّل بل الصور العقليّة متعاونة في الحلول فإنّ النّفس إذا كانت خالية عن العلوم كان تصورّها لشيء من الحقائق عسرا جدّا ، وإذا اتّصف ببعض العلوم زاد استعدادها للباقي وسهل انتقاشها.
الثاني : تحلّ الكبيرة من الصّور العقليّة في محلّ الصغيرة منها معا ولذا تقدر النفس على تخيّل السماوات والأرض والأمور الصغيرة معا بخلاف الصور المادّيّة فإنّ العظيمة منها لا تحلّ في محلّ الصغيرة مجتمعة معها.
الثالث : لا تنمحي الضعيف بالقويّ في العقليّة دون الخارجيّة.
الرابع : أنّ الصورة العقليّة إذا حصلت في العاقلة لا تجب زوالها وإذا زالت سهل استرجاعها من غير حاجة إلى تجشّم كسب جديد بخلاف الصورة ، الخارجيّة فإنّها واجبة الزوال عن المادّة العنصريّة لإستحالة بقاء قواها أبدا وإذا زالت احتيج
__________________
خدا بنده وهو كتاب اعتنى به الفضلاء وشرحوه بشروح وحواش وتعليقات كشرح السيد الشريف الجرجاني وشرح شمس الدين الكرماني المتوفى سنة ٧٨٦ ق وشرح سيف الدين أحمد الأبهري ـ كشف الظنون ج ٢ ـ.
(١) أشهر شروح المواقف شرح ألّفه السيّد شريف علي بن محمّد الجرجاني المتوفى سنة ٨١٦ ق فرغ منه في أوائل شوال سنة ٨٠٧ ق بسمرقند وكتب على شرح الشريف جماعة تعرّض كل منهم لحلّ مغلقاته مثل المولى حسن چلبي المتوفى سنة ٨٨٦ ق والمولى أحمد بن سليمان المتوفى سنة ٩٤٠ ق ـ كشف الظنون ج ٢ ـ.