علم التفسير ، عن علي عليهالسلام أخذ ، ومنه فرع لأنّ أكثره عنه وعن ابن عبّاس ، وقد علم الناس حال ابن عبّاس في ملازمته له وانقطاعه اليه وأنّه تلميذه وخرّيجه.
وقال ابن عبّاس الملقّب بحبر الأمّة وترجمان القرآن : علمي بالقرآن في علم عليّ عليهالسلام كالقرارة (١) في المثعنجر (٢).
روي أنّ أمير المؤمنين عليهالسلام في ليلة تكلّم في تفسير الباء من البسملة إلى مطلع الفجر ، ثمّ قال : يا بن عبّاس لو شئت لأوقرت سبعين بعيرا من باء بسم الله الرحمن الرحيم (٣).
في «كشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون» : أنّ الخلفاء الأربعة أكثر من روي عنه علي بن أبي طالب عليهالسلام ، والرواية عن الثلاثة في ندرة ، ثم حكي عن ابن عبّاس أنّ عليّا عليهالسلام عنده علم ظاهر القرآن وباطنه (٤).
وفي كتب الرّجال أنّ ميثم التّمار (٥) كان يقول لابن عبّاس : سلني ما شئت من
__________________
(١) القرارة : الغدير الصغير.
(٢) المثعنجر (بضم الميم وسكون الثاء المثلثة وفتح العين المهملة) : أكثر موضع في البحر ماء.
(٣) رواه جماعة من العامّة منهم الشعراني في «الطائف المنن» ج ١ / ١٧١.
(٤) كشف الظنون ج ١ / ٤٢٩.
(٥) هو ميثم بن يحيى التّمار الأسدي بالولاء ، كان عبدا لامرأة من بني أسد فاشتراه على بن أبي طالب عليهالسلام منها وأعتقه ، سكن الكوفة وحبسه أميرها ابن زياد ، ثمّ أمر به فصلب على خشبة فجعل يحدّث بفضائل أمير المؤمنين عليهالسلام فقيل لابن زياد : قد فضحكم هذا العبد ، فقال : ألجموه ، فكان أوّل من ألجم في الإسلام ، ثم طعن بحربة ، وكان ذلك قبل مقدم الامام الحسين عليهالسلام إلى العراق بعشرة أيّام. ـ روضات الجنات : ٧٥٢ ـ ٧٥٤ ـ