الّتي هي السطح المنقسم في جهتين ونهايته الّتي هي الخطّ المنقسم في جهتين ونهايته الّتي هي النقطة ، ولا تنقسم أصلا ، وهذه الثلاثة هي الأصل لما يبحث منه في هذا العلم من الخطوط والدوائر والأشكال المسطّحة والمجسّمة والزوايا والنسبة الكلّية بين المقادير كما تصدّى لأصولها «أقليدس» الصوري في كتابه (١) وحرّره النحرير في التحرير (٢) ومن جزئياتها علم الأكر الساكنة والمتحركة والمخروطات والزّوايا وغيرها (٣) ممّا أفردها بالتصنيف ثاوذوسيوس (٤) واوطولوقس (٥) وابن
__________________
(١) أقليدس بضم الهمزة وكسر الدال وبالعكس لفظ يونانيّ مركّب من أقلي بمعنى المفتاح ودس بمعنى المقدار اسم كتاب في الهندسة ألّفه رجل يقال له ابلونيوس النجار ورسمه خمسة عشر قولا من كل وارد عليه فأخبره بعضهم بأنّ في بلدة صور رجلا مبرزا في الهندسة والحساب يقال له : أقليدس فطلبه والتمس منه تهذيب الكتب وترتيبه فرتّبه وهذّبه فاشتهر باسمه بحيث إذا قيل كتاب أقليدس يفهم منه هذا الكتاب. ثم نقل الكتاب من اليونانية الى العربية جماعة منهم حجاج بن يوسف الكوفي فإنّه نقله نقلين : أحدهما يعرف بالهاروني والآخر بالمأموني ومنهم حنين بن إسحاق المطبب المتوفى سنة ٢٦٠ ق ، ومنهم أبو الحسن ثابت بن قرة الحرّاني المتوفى سنة ٢٨٨ ق ، ومنهم أبو عثمان الدمشقي.
(٢) أخذ كثير من العلماء في تحرير كتاب أقليدس متصرّفين فيه إيجازا وضبطا وإيضاحا وبسطا والأشهر ممّا حرّروه تحرير العلّامة النحرير المحقق نصير الدين الطوسي فإنّه حرّره بتحرير موجز غير مخلّ وأضاف إليه ما يليق به ممّا استفاد واستنبط وذكر أنّه حرّره بعد تحرير المجسطي وإنّ الكتاب يشتمل على خمس عشرة مقالا وأربعمائة وثمانية وستون شكلا في نسخة الحجّاج وبزيادة عشرة أشكال في نسخة ثابت ـ كشف الظنون ـ.
(٣) علم الأكر علم يبحث فيه عن الأحوال العارضة للكرة من حيث إنّها كرة من غير نظر إلى كونها بسيطة أو مركبة عنصرية أو فلكية وفيه كتب للأوائل والأواخر منها ما يأتي.
(٤) ثاوذوسيوس مهندس يوناني وكتابه في علم الأكر من أجلّ الكتب المتوسطات بين أقليدس والمجسطي وهو ثلاث مقالات مشتملة على تسعة وخمسين شكلا وعرّب من اليونانية بأمر