الأشياء ، ثلاثة : ظاهر ومضمر وشيء ليس بظاهر ولا مضمر ، قال أبو الأسود : فجمعت منه أشياء وعرضتها عليه فكان من ذلك حروف النصب فذكرت فيها إنّ وأنّ وليت وكأنّ ولعلّ ولم أذكر لكنّ ، فقال لي : لم تركتها؟ فقلت : لم أحسبها منها. فقال : بلى هي منها فزدها فيها. ورواه الزجّاج في «الأمالي» بالإسناد عن أبي الأسود (١) وأرسله غير واحد من أصحابنا أيضا.
وعلم التصريف الّذي ربما يذكر فيه علم الاشتقاق وعلم الخطّ أيضا.
وعلم اللّغة الذي لم يكن في أوّل الأمر اهتمام بتدوينه ونقله وضبطه الى أن شرّف الله تعالى هذا اللّسان بنبيّه المرسل وكتابه المنزل بعد ما كانت اللّغة العربيّة في نفسها أفصح اللّغات وأوجزها وأوسعها كما يشهد به مقايستها بغيرها من اللّغات ، بل روى الشيخ الصّدوق في «العلل» عن مولانا الصادق (عليهالسلام) عن أبيه (عليهالسلام) قال : ما أنزل الله (تبارك وتعالى) كتابا ولا وحيا إلّا بالعربيّة فكان يقع في مسامع الأنبياء بألسنة قومهم وكان يقع في مسامع نبيّنا (صلىاللهعليهوآلهوسلم) بالعربيّة فإذا كلّم به قومه كلّمهم بالعربيّة فيقع في مسامعهم بلسانهم وكان أحد لا يخاطب رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم) بأيّ لسان خاطبه إلّا وقع في مسامعه بالعربيّة كلّ ذلك يترجم جبرائيل تشريفا من الله تعالى له.
وعلم المعاني والبيان والبديع وغيرها من العلوم المتداولة الّتي يغني عن التعرّض لها شيوع تداولها.
وأمّا العلوم الشرعيّة الّتي ليست بأصليّة اعتقاديّة محضة فهي ثلاثة : علم الكتاب العزيز ، وعلم الأحاديث المأثورة عن النّبي والأئمّة الطّاهرين (صلوات الله
__________________
(١) معجم الأدباء : ج ١٤ ص ٤٩.