فعلى أيّ وجه كان دفعه (عليهالسلام) الى أبي الأسود وقال : ما أحسن هذا النحو أحش له (١) في المسائل فسمّي نحوا.
وعن ابن سلّام (٢) كانت الرقعة : الكلام ثلاثة أشياء : اسم وفعل وحرف جاء لمعنى ، فالإسم ما أنبأ عن المسمّى ، والفعل ما أنبأ عن حركة المسمّى ، والحرف ما أوجد معنى في غيره ، وبعضهم اقتصر على هذا القدر ، وبعضهم حكى أزيد من ذلك : وكتب (عليهالسلام) في آخره كتبه عليّ بن أبو طالب فعجزوا عن ذلك فقالوا أبو طالب اسمه لا كنيته وقالوا : هذه تركيب مثل حضر موت.
وعن الزمخشري في «الفائق» : ترك في حال الجرّ على لفظه في حال الرّفع لأنّه اشتهر بذلك وعرف فجرى مجرى المثل الذي لا يغيّر (٣).
وفي «محاضرات الأوائل» عن السيوطي عن أبي الأسود قال : دخلت على أمير المؤمنين (عليهالسلام) فرأيته مطرقا متفكّرا فقلت : فبم تفكّر يا سيّدي؟ فقال (عليهالسلام) : إنّي سمعت ببلدكم هذا لحنا فأردت أن أصنع كتابا في أصول العربيّة. فقلت : إن فعلت هذا أحييتنا وبقيت فينا هذه اللّغة ، قال : ثمّ أتيته بعد ثلاث فألقى إليّ صحيفة فيها : بسم الله الرحمن الرحيم الكلمة اسم وفعل وحرف. فالإسم ما أنبأ عن المسمّى ، والفعل ما أنبأ عن حركة المسمّى ، والحرف ما أنبأ عن معنى ليس باسم ولا فعل ثمّ قال (عليهالسلام) لي : تتبّعه وزد فيه ما وقع لك ، واعلم يا أبا الأسود أنّ
__________________
(١) أحش : علق عليه حواشي.
(٢) هو أبو عبيد قاسم بن سلّام بن مسكين بن زيد الهروي الفقيه الأذيب اللّغوي المحدّث القاري توفي بالمدينة المنوّرة أو مكّة المكرّمة سنة (٢٢٤) ه أو قبلها.
(٣) بحار الأنوار ط الجديد الآخوندي ج ٤٠ ص ١٦٢.