رَبِّهِمْ) (١) وللمجاهدين في قوله تعالى : (فَضَّلَ اللهُ الْمُجاهِدِينَ بِأَمْوالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقاعِدِينَ دَرَجَةً) (٢) ولمن وفّق للايمان والعمل الصالح في قوله تعالى : (وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحاتِ فَأُولئِكَ لَهُمُ الدَّرَجاتُ الْعُلى) (٣) إلّا أنّ درجات أهل العلم أرفع من درجات الجميع لأنّ الايمان يجمعهم ويشملهم وقد جعله عامّا متعقّبا بالخاص لمزيد الإختصاص سيّما بعد كون المخاطب بقوله : منكم من مؤمني أهل بدر ومع اتّصافهم بالجهاد والإيمان والعمل الصالح فدلّت الآية الشريفة على أشرفيّة أهل العلم على غيرهم من بني آدم المفضّلين على غيرهم من أهل العالم بل يستفاد ذلك أيضا من قوله تعالى : (نَرْفَعُ دَرَجاتٍ مَنْ نَشاءُ) (٤) (وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ) (٥)
وكقوله تعالى : (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) (٦) الدالّ على نفي المساواة بين العالم والجاهل بل قيل : إنّه يرجع إليه أيضا ما في القرآن من نفي الدالّ المساواة في المواضع الستّة الباقية تمام السبعة الّتي فرّق بينهما وهي مضافا إليه الخبيث والطّيب ، الأعمى والبصير ، والظلمات والنور ، والظلّ والحرور ، والأحياء والأموات ، وأصحاب الجنة وأصحاب النّار.
وكقوله تعالى : (شَهِدَ اللهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُوا الْعِلْمِ) (٧) فبدء ، سبحانه أوّلا بنفسه وثنّى بالملائكة ، وثلّثهم بأولى العلم ، وكفى به شرفا وفضلا
__________________
(١) الأنفال : ٢.
(٢) النساء : ٩٥.
(٣) طه : ٧٥.
(٤) الانعام : ٨٣. ويوسف : ٧٦.
(٥) يوسف : ٧٦.
(٦) الزمر : ٩.
(٧) آل عمران : ١٨.