قوّاد أهل الجنة ، والأنبياء سادة أهل الجنة (١).
وعنه (صلىاللهعليهوآلهوسلم): إنّ فضل العالم على العابد كفضل الشمس على الكواكب ، وفضل العابد على غير العابد كفضل القمر على الكواكب (٢).
وفي البصائر عن أبي جعفر عليهالسلام ، قال : عالم ينتفع بعلمه أفضل من عبادة سبعين ألف عابد (٣).
وفي الغوالي : علماء أمّتي كأنبياء بني إسرائيل ، إلى ذلك من الاخبار الكثيرة الدالّة على فضل العلم والمعرفة على العبادة فضلا عن غيرها.
هذا مضافا إلى أنّ فضيلة الإنسان وشرفه على غيره ليس بشيء مما يرجع إلى الأمور البدنية الجسمانية ، ولا بشيء من القوى الحيوانية التي هي أقوى في كثير من الحيوانات منها الإنسان بل إنّما هو بالعلم والعمل المتعلّقين بإصلاح أمور المعاش والمعاد ، فيما يتعلّق بالدين والدنيا ، ولا ريب أنّ الأصل في العمل هو العلم لأنّ العامل على غير علم وبصيرة كالسائر على غير طريق لا يزيده كثرة السير إلّا بعدا وانحرافا عن الطريق ، وهذا العلم قد اختصّ به الإنسان من بين الأكوان والأعيان ، ولذا قال : (الرَّحْمنُ عَلَّمَ الْقُرْآنَ خَلَقَ الْإِنْسانَ عَلَّمَهُ الْبَيانَ) (٤) ، وكان أول ما أنزل على رسوله الله في النزول الثانوي التفصيلي الجسماني مطابقا لما في النزول الجملي الروحاني النوراني قوله تعالى : (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ ، خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ ، اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ ، الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ ، عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ يَعْلَمْ) (٥) ، ثم
__________________
(١) الأصول من الكافي ج ٢ ص ٦٠٦ بتفاوت يسير.
(٢) بحار الأنوار ط الجديد ـ ج ٢ ص ١٩.
(٣) بحار الأنوار ط الجديد ـ ج ٢ ص ١٩.
(٤) الرحمن : ١ ـ ٣.
(٥) العلق : ١ ـ ٥.