لا يخفى أنّ الإنسان ميّت وحياته بالعلم والمعرفة.
فالعلم يحيي نفوسا قطّ ما عرفت |
|
من قبل ما الفرق بين الصدق والمين |
العلم للنفس نور يستدلّ به |
|
على الحقائق مثل النور في العين |
وربما ينسب إلى مولينا أمير المؤمنين عليهالسلام أنّه قال :
وفي الجهل قبل الموت موت لأهله |
|
وأبدانهم قبل القبور قبور |
وإن أمرأ لم يحيى بالعلم ميّت |
|
وليس له حتى النشور نشور |
ومن بعضهم :
الّناس موتى وأهل العلم أحياء |
|
والناس مرضى وهم فيهم أطبّاء |
والّناس أرض وأهل العلم فوقهم |
|
سماء نور وما في النور ظلماء |
وزمرة العلم روح الخلق كلّهم |
|
وساير الناس في التمثيل أعضاء |
وعن بعض اليونانيين : كما أن البدن الخالي عن النفس يفوح منه نتن الجيف فكك النفس الخالية عن العلم والأدب ، فالحياة الحقيقة الدائمة للنفس الإنسانية إنما هي بالعلم والمعرفة واليه إشارات كثيرة في الكتاب العزيز.
كقوله تعالى : (لِيُنْذِرَ مَنْ كانَ حَيًّا وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكافِرِينَ) (١) ، وقوله تعالى : (أَوَمَنْ كانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْناهُ وَجَعَلْنا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُماتِ) (٢) أي ظلمات الجهالة والضلالة ، وقوله تعالى : (وَلَقَدْ ذَرَأْنا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لا يَفْقَهُونَ بِها وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لا يُبْصِرُونَ بِها وَلَهُمْ آذانٌ لا يَسْمَعُونَ بِها أُولئِكَ كَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولئِكَ هُمُ الْغافِلُونَ) (٣) وقوله تعالى :
__________________
(١) يس : ٧٠.
(٢) الانعام : ١٢٢.
(٣) الأعراف : ١٧٩.