وضيع خامل ، كم من عزيز أذلّه جهل ، وكم من ذليل أعزّه عقله ، الرأي بغير علم ضلال ، والعلم بغير علم وبال ، العلم جمال واستعماله كمال.
وعن بعضهم إذا تجرّد العلم عن العلم يكون عقيما ، وإذا خلى العمل عن العلم كان سقيما.
العقل والشرع وإن تطابقا على شرف العلم وفضله إلّا أنّه لا ريب في اختلاف أنواع العلم من حيث الشرف والرتبة ، إمّا باعتبار الموضوع أو الغاية أو غيرها ، بل ربما يكون بعض العلوم مما لا يضرّ جهله ، ولا ينفع علمه وبعضها مما يضرّ ولا ينفع كالسحر المشار اليه بقوله تعالى : (وَيَتَعَلَّمُونَ ما يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ) (١) ، ومن هنا يظهر أنّ الوجه نقسام العلوم بانقسام الأحكام الخمسة ، وقد أشير في خبر إبراهيم بن عبد الحميد المرويّ في الكافي وغيره عن مولينا الكاظم عليهالسلام إلى الأقسام منها :
قال عليهالسلام : دخل رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم المسجد وإذا جماعة قد أطافوا برجل فقال (صلىاللهعليهوآله) : ما هذا؟ فقيل : العلّامة ، فقال (صلىاللهعليهوآلهوسلم) : وما العلّامة فقالوا له : اعلم الناس بأنساب العرب ووقائعها ، وأيّام الجاهلية والأشعار والعربية : قال : فقال النبيّ (صلىاللهعليهوآلهوسلم) : ذلك علم لا يضرّ من جهله ولا ينفع من علمه ، ثم قال النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم : إنّما العلم ثلاثة : آية محكمة أو فريضة عادلة أو سنّة قائمة ، وما خلاهن فهو فضل (٢).
__________________
(١) البقرة : ١٠٢.
(٢) الأصول من الكافي ط الجديد ص ٣٢ كتاب فضل العلم.