من جهة خاصة.
ودعوى انّ الكلية هي المنساقة من لفظ العلم بخلاف المعرّفة ممنوعة جدا مع أنّ قضية ذلك المنع من إطلاق علم اللغة وعلم التاريخ وعلم الرجال ونحوها وهو كما ترى مضافا إلى أنّه يمكن المناقشة في المقدّمة الثانية أيضا.
وأمّا ما ذكره من التعريف ففيه أنّ من الظاهر أنّ الضمير في قوله : من حيث إنّه مراد الله للكلام.
ثم المراد به إن كان هو اللفظ فلا وجه لتقييده بحيثيّة إلّا اخرج الألفاظ المشتركة بين القرآن وغيره فيرجع الحاصل إلى معرفة ألفاظ القرآن من حيث إنّها ألفاظ القرآن وإن كان هو المعنى ففيه مع استلزامه التجوّز في الحدود أو القول بالكلام النفسي أنّه ليس للمعاني أحوال تعرف ثمّ إنّ ما يتحصّل من ذلك ، ليس هو المراد بعلم التفسير كما لا يخفى ، الّلهم إلّا أن يقال : إنّ المراد بكلام الله لفظا هو اللفظ ، ومرجعا للضمير هو المعنى على وجه الاستخدام. وأنت ترى أنّ ارتكابه في التعاريف ليس على ما ينبغي.
ثمّ لا يخفى أنّ المقصود من التعاريف والحدود المذكورة في العلوم إنّما هو مجرّد التعبير والإشارة إلى نوع المعنى أو ما يقرب عن حقيقته بذكر بعض الآثار واللوازم بل سبيلهم في ذلك سبيل أرباب اللّغة في الكشف من معاني الألفاظ بالتعاريف اللفظيّة إرشادا إلى تصوير نوع المعنى كقولهم : سعدانة نبت ، وعلى هذا فلا يقدح فيها بعض المساحات الموجبة لعدم سلامة طرده أو عكسه عن بعض المناقشات ، بعد إحراز الفرض الّذي هو الاشارة إلى سنخ المعنى ليتصور الطالب فيكون على بصيرة في طلبه ، ومن هنا يظهر التعويل على كلّ من التعاريف المتقدّمة ، وإن كان الأولى ما ذكره أوّلا.