آخر سورة يوسف : (ذلِكَ مِنْ أَنْباءِ الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَما كُنْتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُوا أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ) (١) وأمثال ذلك ممّا يدلّ على أنّ علمهم مستفاد من القرآن وأنّ ما في الغابر والمزبور ومصحف فاطمة (عليهاالسلام) والجفر والجامعة وغير ذلك كلّه من القرآن فإنّ الله سبحانه يقول : (وَكُلَّ شَيْءٍ أَحْصَيْناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ) (٢).
ومن المعلوم عند العلماء ممّا لا يختلفون فيه أنّ الكتاب التدويني مطابق للكتاب التكويني ولهذا قال أمير المؤمنين (عليهالسلام) في تفسير باء البسملة : لو شئت لأوقرت سبعين بعيرا من تفسير باء بسم الله الرحمن الرحيم (٣) ، وقال الباقر (عليهالسلام): لو وجدت لعلمي الذي آتاني الله (عزوجل) حملة لنشرت التّوحيد والإسلام والإيمان والدّين والشرائع من الصمد (٤) الحديث وأمثال ذلك.
فاذا عرفت المراد ظهر لك أنّ القرآن هو الثقل الأكبر في هذه المرتبة وهم الثقل الأصغر لأنّ حكمهم تابع لحكم القرآن لا العكس وهم حملته ومعنى الثقل محرّكا الشيء النفيس المصون ، وسمّيا بذلك لأنّ التمسك بهما ثقيل وهذا المعنى في بيان كون القرآن الثقل الأكبر وهم (عليهمالسلام) الثقل الأصغر حقيقي.
وعن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول الله (صلىاللهعليهوآلهوسلم):
__________________
(١) يوسف : ١٠٢.
(٢) يس : ١٢.
(٣) هذا الحديث رواه الفريقان مع اختلاف وتفاوت كما مرّ ففي بعض الكتب كالينابيع وشرح العين وزين الحلم ، والروض الأزهر وغيرها سبعين بعيرا من تفسير فاتحة الكتاب ، وفي بعضها كمطالب السئول بعيرا من تفسير بسم الله الرحمن الرحيم وفي بعضها كلطائف المنن ثمانين بعيرا من معنى الباء.
(٤) بحار الأنوار ج ٣ ص ٢٢٥ ط. طهران الآخوندي.