مطهّرون معصومون وأنّ إجماعهم ، بل كلّ منهم حجّة بل يستفاد منه أنّ الأرض لا تخلو من واحد منهم أبدا.
وجملة الدلالة على كلّ ذلك أنّه (صلىاللهعليهوآله) قد استخلف عترته وجعلهم خليفته في أمّته ، وتركهم فيها وقد قيل : إنّه لا يكون شيء أبلغ من قول القائل : قد تركت فيكم فلانا ، كما يقول الأمير إذا خرج من بلده واستخلف من يقوم مقامه لأهل البلد : قد تركت فلانا فيكم يرعاكم ويقوم مقامي ، وكما يقول من أراد الخروج عن أهله وأراد أن يوكّل عليهم وكيلا يقوم بأمرهم : قد تركت فيكم فلانا فاسمعوا له وأطيعوه ، فإذا كان ذلك كذلك كان هو النص الجليّ الذي لا يحتمل غيره ، إذ خلّف في جميع الخلق أهل بيته وأمرهم بطاعتهم والانقياد لهم ، ثمّ إنّه (عليهالسلام) قد دلّنا بوجوه من الدلالة على أهلّيتهم لذلك ، وإنّهم معصومون مطهّرون منصوبون لنصّه (عليهالسلام) لحمل أعباء هذا الأمر الجليل والخطب الجميل.
فذكر أوّلا أنّه هو الّذي استخلفهم في قومه بعده الى يوم القيامة فليس لأحد نقضه ولا الاعتراض عليه في ذلك لأنّه لا يفعل ذلك إلّا بأمر من الله تعالى ، وإرشاد ووحي منه سبحانه ، لأنّه (عليهالسلام) لا ينطق عن الهوى إن هو إلّا وحي يوحى ، ولذا قال تعالى أيضا : (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ) (١).
وثانيا : إنّه عبّر بالخلافة الظاهرة بل الصريحة في المطلوب حيث ، إنّ خليفة الرّجل في قومه على ما يظهر من العرف واللغة من يقوم مقامه فيهم فيما كان له عليهم ولهم عليه وحيث إنّ الله سبحانه أوجب من طاعته عليهالسلام على أمّته وتسليمهم
__________________
(١) الحاقة : ٤٦.