ولذا ورد عنهم : نحن أوقعنا الخلاف بينكم (١) وإنّكم لو اجتمعتم على أمر واحد لأخذ برقابكم (٢).
وأنّ الاختلاف خير لنا ولكم وأبقى لنا ولكم ولو اجتمعتم على أمر واحد لقصدكم النّاس ولكان أقلّ لبقائنا وبقائكم (٣).
وقال مولانا الصادق (عليهالسلام) لزرارة : لا يضيقنّ صدرك من الّذي أمرك أبي وأمرتك به ، وأتاك أبو بصير بخلاف الّذي أمرناك به فلا والله ما أمرناك ولا أمرناه إلّا بأمر وسعنا ووسعكم الأخذ به ولكلّ ذلك عندنا تصاريف ومعان توافق الحقّ : ولو أذن لنا لعلمتم أنّ الحقّ في الّذي أمرناكم فردّوا إلينا الأمر وسلّموا لنا واصبروا لأحكامنا وارضوا بها والّذي فرّق بينكم فهو راعيكم الّذي استرعاه الله خلقه وهو أعرف بمصلحة غنمه في فساد أمرها فإن شاء فرّق بينها لتسلّم ثمّ
__________________
(١) بحار الأنوار ج ٢ ص ٢٢٠ ط الآخوندي عن نصر الخثعمي عن الصادق (عليهالسلام): من عرف من أمرنا أن لا نقول إلّا حقا فليكتف بما يعلم منّا ، فإن سمع منّا خلاف ما يعلم فليعلم أنّ ذلك منّا دفاع واختيار له.
(٢) بحار الأنوار ج ٢ ص ٢٣٦ عن «علل الشرائع» عن أبي الحسن (عليهالسلام) سئل عن اختلاف أصحابنا.
(٣) بحار الأنوار ج ٢ ص ٢٣٦ عن «علل الشرائع» عن زرارة : سألت أبا جعفر (عليهالسلام) عن مسئلة فأجابني ، ثمّ جاء رجل فسأله عنها فأجابه بخلاف ما أجابني ، ثم جاء رجل آخر فأجابه بخلاف ما أجابني وأجاب صاحبي ، فلمّا خرج الرّجلان قلت : يا ابن رسول الله رجلان من أهل العراق من شيعتك قدما يسألان فأجبت كل واحد منهما بغير ما أجبت به الآخر ، قال : فقال : يا زرارة إنّ هذا خير لنا وأبقى لنا ولكم ولو اجتمعتم على أمر واحد لقصدكم الناس ، ولكان أقلّ لبقائنا وبقائكم.