يُرِيدُ اللهُ ..) الآية : اللهمّ هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرّجس.
قال : فإن قلت : فمن هي العترة التي عناها أمير المؤمنين (عليهالسلام) بهذا الكلام؟.
قلت : نفسه وولداه ، والأصل في الحقيقة نفسه لأنّ ولديه تابعان له ونسبتهما إليه مع وجوده نسبة الكواكب المضيئة مع طلوع الشمس المشرقة وقد نبّه النبيّ (صلىاللهعليهوآلهوسلم) على ذلك بقوله : وأبوكما خير منكما.
الى أن قال : إنّ قوله (عليهالسلام): «فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن» تحته سرّ عظيم وذلك أنّه أمر المكلّفين بأن يجروا العترة في إجلالها وإعظامها والانقياد لها والطاعة لأوامرها مجرى القرآن.
قال : فإن قلت : هذا القول منه مشعر بأنّ العترة معصومة ، فما قول أصحابكم في ذلك؟
قلت : نصّ أبو محمّد بن متويه في كتاب «الكفاية» على أنّ عليّا معصوم وإن لم يكن واجب العصمة ولا العصمة شرط في الإمامة ولكن أدلّة النصوص دلّت على باطنه ومغيبه وأنّ ذلك أمر اختصّ هو به دون غيره من الصّحابة ، والفرق ظاهر بين قولنا زيد معصوم وزيد واجب العصمة لأنّه إمام ومن شرط الإمام أن يكون معصوما ، فالاعتبار الأوّل مذهبنا والإعتبار الثاني مذهب الإماميّة (١).
__________________
(١) شرح نهج البلاغة ابن أبي الحديد ج ٢ ص ١٢٦ ط. مصر.