الشيوعيين ، والصليبيين ، واليهود ، ودعاة الكفر من المسلمين الذين لا ينتسبون إلى الإسلام إلا اسما ، أو بشهادة الازدياد ، وقد تناسوا أن في قرآنهم المخرج من متاهاتهم ، وضلالاتهم ، وفتنهم.
وكما قال رسولنا المصطفى «صلىاللهعليهوآلهوسلم» : «تركت فيكم أمرين لن تضلّوا ما تمسكتم بهما : كتاب الله ، وسنّة نبيّه» رواه الإمام مالك ، وأبو داود.
وقد تناسى دعاة الشطأنة قرآن ربنا مخرجهم من فتنهم ، وفتنتهم ، وهديهم إلى الصراط المستقيم. وكما قال حبيبنا المصطفى «صلوات الله عليه وسلم» ، وفيما رواه الترمذي ، والدارمي ، وغيرهما من طريق الحارث الأعور عن علي بن أبي طالب قال : سمعت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم يقول : «ستكون فتن ، قلت : فما المخرج منها يا رسول الله؟ قال : كتاب الله ؛ فيه نبأ ما قبلكم ، وخبر ما بعدكم ، وحكم ما بينكم ، وهو الفصل ليس بالهزل. من تركه من جبار ، قصمه الله ، ومن ابتغى الهدى في غيره أضله الله ؛ وهو حبل الله المتين ، وهو الذكر الحكيم ، وهو الصراط المستقيم ، وهو الذي لا تزيغ به الأهواء ، ولا تلتبس به الألسنة ، ولا تشبع منه العلماء ، ولا يخلق على كثرة الرد ، ولا تنقضي عجائبه. من قال به ، صدق ، ومن عمل به ، أجر ، ومن حكم به ، عدل ، ومن دعا إليه ، هدي إلى صراط مستقيم». لقد تعدّى بابوات ، وأهل ، وقساوسة التثليث من الصليبيين ، وأحبار الحقد ، والسباب من يهود ، وفلاسفة المتع ، والرذائل من الوجوديين ، وأساتذة المادة من الملحدين على حكم القرآن ، وتنكروا لمعارفه وعلومه. وهم يعلمون ، ولا يعلمون أنهم يتعدّون على شرف أقدس الكتب السماوية ، وقد جمع علومها ، وأنّهم يتطاولون على شرف كتاب المعرفة ، والحكمة ، وقد خصها الله تعالى لدارسي قرآنه ، والعاملين بأحكامه ، والعارفين لعلومه. قال تعالى : (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً) سورة البقرة آية ٢٦٩.
أخرج ابن أبي حاتم ، وغيره من طريق ابن أبي طلحة عن ابن عباس في قوله تعالى : (يُؤْتِي الْحِكْمَةَ) قال : المعرفة بالقرآن : ناسخه ومنسوخه ، ومحكمه ومتشابهه ، ومقدمه ومؤخره ، وحلاله وحرامه ، وأمثاله.