ثالثا : لا يجوز الأخذ بظواهر النصوص على حقيقتها كما يبدو عند أنصار هذه الشبهة مما أوقعهم في لبس ، تناقض غريب. فهم لا يستطيعون أن يوفقوا بين قوله تعالى : (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّماءِ) مع قوله : (وَهُوَ اللهُ فِي السَّماواتِ وَفِي الْأَرْضِ).
فهل هو في السماء حقيقة ، أم في الأرض حقيقة ، أم فيهما معا حقيقة؟!!. فإن قالوا : إنّه في الأرض وحدها حقيقة ، فكيف تكون له جهة فوق؟! وإذا كان في السماء وحدها حقيقة ، فكيف تكون له جهة تحت؟! وإن قالوا : إنّه في السماء ، والأرض معا حقيقة ، فلما ذا يقال : إنّ له جهة فوق ، ولا يقال له جهة تحت؟!!
ولما ذا يشار إليه فوق ، ولا يشار إليه تحت؟!! ناهيك عن التذكير بأنّ الجهات أمور نسبية ، فما هو فوق بالنسبة إلينا قد يكون تحت بالنسبة لغيرنا.
رابعا : إنّ الأخذ بظواهر النصوص على حقيقتها أعجز أنصار هذه الشبهة عن تفسير كثير من التساؤلات. فإذا كان الله تعالى يقول : (يَدُ اللهِ فَوْقَ أَيْدِيهِمْ) بإفرادها ، ويقول : (لِما خَلَقْتُ بِيَدَيَ) بتثنيتها ، ويقول : والسماء بنيناها بأييد بجمعها ، فهم يعجزون عن الإجابة على ما يوجه إليهم من التساؤلات ، والتي منها : هل له يد واحدة بناء على الآية الأولى؟! أم له يدان اثنتان بناء على الآية الثانية؟!!
أم له أيد كثيرة بناء على الآية الثالثة؟!! خامسا : إنّ الأخذ بظواهر النصوص على حقيقتها أعجز أنصار هذه الشبهة عن تفسير كثير من الوقائع ، والظواهر ، وأدّى بهم إلى شواهد البلبلة ، والتناقض.
فقد روى البخاري ، ومسلم ، وغيرهما أن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر ، فيقول : من يدعوني ، فأستجيب له؟ من يسألني ، فأعطيه؟ من يستغفرني ، فأغفر له؟».