وأساليبه ، ومفرداته ، وتراكيبه ، وتناسقه ، وانسجام آياته ، وبالتالي لا يمكن أن تحل محل القرآن ، وبالتالي لا يتعبد بتلاوتها.
ولنا أن نزيد هذا الأمر وضوحا فنقول : إنّ مقصد التعبد بتلاوة القرآن لا يتحقق حتى بالنسبة لكلام الله الآخر ، وهو الحديث القدسي ، والقرآن المنسوخ تلاوة ، فبالله كيف يمكن تحقيقه بالكلام البشري المترجم إليه القرآن؟!! فالشرعية اللغوية ، والدينية تأبى ذلك ، وتنأى بمدلولاتها السليمة أن يترجم كلام الله حرفيا إلى لغة أخرى ، وفي نفس الوقت يتحقق بتلك الترجمة مقصد التعبد بالتلاوة. ولذا يبقى تحققه بالقرآن ، بالكلام الرباني ، بالوحي النازل على خاتم الأنبياء المصطفى «صلوات الله عليه».
التعليل الرابع : إنّ الترجمة الحرفية للقرآن تستلزم أن يكون هناك مثل القرآن الكريم ، وهذا مستحيل ، وغير ممكن ؛ وذلك لأن الترجمة الحرفية للقرآن تقتضي التعبير عن معالجة ألفاظه العربية ، ومقاصدها بألفاظ غير عربية مع الوفاء بجميع هذه المعاني ، والمقاصد ، وبحيث تصبح الترجمة صورة مطابقة للأصل القرآني تحل محله ، وتتمتع باستقلالية يستغنى بها من أصلها ، وقد تحمل اسمه ، وفي نفس الوقت تتضمن الترجمة عرفا دعوى الاطمئنان إلى أنّ جميع المعاني الأصلية ، والثانوية للقرآن قد ترجمت ، وتم نقلها بذاتها. وأنّها هي نفسها المرادة ، والمقصودة في أصلها القرآني ، وهذا مستحيل ، ولا يمكن تحققه ، ولا يمكن قبوله ، بل ولا يمكن تصديقه ، ولم تمكن القدرة عليه سواء على الواقع النظري ، أو الواقع العملي.
أولا : فبالنسبة للواقع النظري : فيكفينا القول : إنّه لا توجد لغة بشرية تماثل ، وتشابه لغة القرآن العربية في مفرداتها ، وتعبيراتها ، وتراكيبها ، واشتقاقاتها ، وضمائرها ، وروابطها ، وخصائصها اللغوية الأخرى ، حتى يمكن أن تساويها ، أو تحل محلها ، أو يستغنى بها عنها. ونزيد الأمر وضوحا بالقول : بأنّ لغات البشر الوضعية ، وإن تحققت وحدة عناصر