الْخَرَّاصُونَ) سورة الذاريات آية ١٠. وهم المجادلون مصداق قوله تعالى : (وَيُجادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْباطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَ) سورة الكهف آية ٥٦.
رابعا : إن القرآن الكريم لو كان من تأليف محمد ، لكان أسرع الناس في الرد على من حاجّه في ادعائه ، أو افترى على زعمه ، أو اعتدى على حرماته. فهذه قصة الإفك التي نالت من شرف زوجته عائشة ، ومن كرم نبوته ، فقد تأخر نزول الوحي بالقرآن تبرئة لها حوالي الشهر ذاق هو ، وزوجته الأمرين طيلة هذه المدة ، فلو كان القرآن من تأليفه ، فما الذي يمنعه من الرد السريع القاطع لألسنة المتقولين في شرفه؟ ... ولكن ، وأنّى لرسول الله «صلىاللهعليهوآلهوسلم» أن يتقول على الله ، أو يتقول على الناس وإن فعل ـ وحاشا لله أن يفعل ـ فحكمه إلى الله مصداق قوله تعالى : (وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنا بَعْضَ الْأَقاوِيلِ (٤٤) لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْيَمِينِ (٤٥) ثُمَّ لَقَطَعْنا مِنْهُ الْوَتِينَ (٤٦) فَما مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ عَنْهُ حاجِزِينَ) سورة الحاقة الآيات ٤٤ ـ ٤٧.
وهذه قصة تحويل القبلة من بيت المقدس إلى المسجد الحرام ، حيث صلّى الرسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وصحابته حوالى ستة عشر شهرا نحو بيت المقدس بقي طيلة هذه المدة يقلب وجهه في السماء راجيا من الله تعالى أن يحوّل القبلة إلى المسجد الحرام بمكة ، فاستجاب له ، مصداق قوله تعالى : (قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) سورة البقرة آية ١٤٤. فلو كان القرآن من تأليفه فما الذي منعه من تحويلها ـ أي القبلة ـ من أول الأمر!!.
وهذه قصة أصحاب الكهف ، والذين سئل عنهم رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فأبطأ عليه الوحي حوالي مدة أربعين يوما بقي طيلتها في حرج من يهود حيث سألوه عنهم ، فلو كان القرآن من عنده فما الذي يمنعه من سرعة الرد عليهم؟!!.
خامسا : إنّ القرآن الكريم لو كان من تأليف محمد ، فكيف نفسر عتاب الله له في القرآن ، وفي أكثر من موضع؟!! فهذا عتاب الله له في