وما احتلالهم لفلسطين ، وتدنيسهم لبيت المقدس هذه الأيّام إلّا شواهد على تجمعهم ثانية في بلد الأنبياء تنفيذا لوعد الله فيهم ، وقتلهم ، وليس لبقائهم كما يدّعون إلى قيام الساعة. وما جرائمهم ، وقتلهم للمسلمين ، وإخراجهم من بلدهم فلسطين ، وتدنيسهم بيت المقدس عند احتلالهم له سنة ١٩٦٧ م ، وقولهم : «محمد مات خلّف بنات» ما هذه عوامل بقاء ، وما هذه شواهد حبهم للسلام ، وإن هي إلّا امتداد لشذوذهم ، ومنكراتهم التي تكلّم القرآن عنها ، لتكون بإذن الله سبب هلاكهم على أيدي المسلمين هلاكا تامّا.
ثالثا ـ إنّ صدق وقوع تنبؤات القرآن الغيبية في هذا العالم المادي ، وفي هذا الواقع المحسوس ، ينبئ قطعا بوجود غيب وراء المادة ، وأن هناك إلها عالما مدبرا لمخلوقاته ، وعالما لكل صغيرة ، وكبيرة في هذا الكون لا يغيب عنه شيء.
قال تعالى : (يا بُنَيَّ إِنَّها إِنْ تَكُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّماواتِ أَوْ فِي الْأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللهُ إِنَّ اللهَ لَطِيفٌ خَبِيرٌ). سورة لقمان آية ١٦.
وقال تعالى : (يَعْلَمُ ما يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَما يَخْرُجُ مِنْها وَما يَنْزِلُ مِنَ السَّماءِ وَما يَعْرُجُ فِيها وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ (٢) وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَأْتِينَا السَّاعَةُ قُلْ بَلى وَرَبِّي لَتَأْتِيَنَّكُمْ عالِمِ الْغَيْبِ لا يَعْزُبُ عَنْهُ مِثْقالُ ذَرَّةٍ فِي السَّماواتِ وَلا فِي الْأَرْضِ وَلا أَصْغَرُ مِنْ ذلِكَ وَلا أَكْبَرُ إِلَّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ) سورة سبأ الآيات ٢ ـ ٣.
ولعل أشد خطأ وقع فيه أصحاب هذه الشبهة أنهم شبهوا تنبؤات البشر غير الصادقة ، وغير المتحققة بتنبؤات القرآن الغيبية الصادقة والمتحققة دوما وأبدا ، وما زالت تتحقق وإلى أبد الآبدين.
ولعل الأنكى من ذلك أنهم نسبوا مثل هذه التنبؤات إلى أناس من