البشر غير عاديين ، ومعروفين بالصدق ، والأمانة ، والاستقامة كالرسول محمد «صلىاللهعليهوآلهوسلم» ، والذي أبت عليه نفسه ـ وهم يعرفون ذلك ـ أن يكذب ، أو أن يدعي العلم ، أو الغيب سواء قبل البعثة ، أو بعدها.
وحيث صدق فيه قول ربه (قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ) الأنعام آية ٥٠.
وقول ربه : (وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ) الأعراف آية ١٨٨.
روى البخاري : جلست جويريات يضربن بالدف في صبيحة عرس الربيع بن معوذ الأنصارية ، وجعلن يذكرن آباءهن من شهداء بدر حتى قالت جارية منهن : وفينا نبي يعلم ما في غد. فقال «صلىاللهعليهوآلهوسلم» : «لا تقولي هكذا ، وقولي ما كنت تقولين».
ولعل أفضل ما زكّى به الله تعالى نبيّه بالصدق أنه نفى عنه أي ادعاء فيه بعلم الغيب حيث يقول فيه : (قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَّ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ) سورة الأنعام آية ٥٠.
ولعل من المفيد في هذا المقام أن نستشهد بما يقوله المفكر الإسلامي وحيد الدين خان في كتابه «الإسلام يتحدى» فهو يقول (١) :
«إن عظمة القرآن الكريم تتجلى في تنبؤاته المختلفة ، التي ثبتت صحتها فيما بعد بطرق عجيبة.
إن عددا كبيرا من أذكياء الناس ، ومن العباقرة ، قد جرءوا على أن يتنبئوا عن أنفسهم أو عن غيرهم. ولكننا نعرف أن الزمان لم يصدق هذه النبوءات مطلقا ، بل جاء يكذبها بكل قسوة ، ولقد تحفز الفرص المواتية ، والأحوال المساعدة ، والكفاءات العالية ، وكثرة الأعوان والأنصار ،
__________________
(١) وحيد الدين خان. الإسلام يتحدى. ص ١١١ ـ ١٢٠ حرفيا ، ودون تصرف.