فلم يرد أبدا أنهما ادعيا أن كلمة متتابعات الموجودة في مصحفيهما هي قرآن ، ولم يثبت أنهما قصدا بنيتهما أن هذه الكلمة من القرآن.
رابعا : إنّ الادعاء بأن كلمة متتابعات من القرآن هو في حد ذاته مخالف لإجماع الأمة. ولا يعقل أبدا أن ينفرد هذان الصحابيان بقرآن مثل هذا يدعيانه خروجا على إجماع الأمة والصحابة.
الشبهة السادسة :
إن الصحابي أبي بن كعب أسقط من المصحف دعاء كان يتلى. وكان يتلوه ، وكان يسميه سورة الخلع والحفد ، وهو : «اللهم إنّا نستعينك ، ونستهديك ، ونستغفرك ، ونتوب إليك ، ونؤمن بك ، ونتوكل عليك ، ونثني عليك الخير كله ، نشكرك ، ولا نكفرك ، ونخلع ونترك من يفجرك ، اللهم إيّاك نعبد ، ولك نصلي ونسجد ، وإليك نسعى ونحفد ، نرجو رحمتك ، ونخشى عذابك ، إنّ عذابك الجد بالكفار ملحق».
تفنيد هذه الشبهة :
أولا : عدم صحة ما نقل عن أبي بن كعب أنّه أثبت هذا الدعاء في مصحفه على أنّه قرآن. وكونه أنّه أثبته في مصحفه لا يعني أنّه اعتبره قرآنا ، ولم تقم الحجة عليه أنّه قرآن ، ولو كان ذلك لكان أبي بن كعب أعلم به من غيره.
قال صاحب «الانتصار» ما نصه : «إن كلام القنوت المروي عن أبي بن كعب أثبته في مصحفه ، ولم تقم الحجة بأنّه قرآن منزل ، بل هو ضرب من الدعاء ، وأنّه لو كان قرآنا لنقل إلينا نقل القرآن ، وحصل العلم بصحته».