العلماء أن ثانى أكسيد الكربون يلعب دورا مهما فى عملية التمثيل الضوئى ، التى يقوم النبات بها (من أجل تمثيل غذائه وتحويله إلى المواد البانية لخلاياه والمنتجة لثماره وأخشابه وأوراقه) ، والتى بغيرها لا يمكن للأرض أن تنبت ، فخروج الماء من داخل الأرض هو تعبير عن حقيقة واقعة مؤداها أن كل ماء الأرض على كثرته قد أخرج أصلا من داخلها ، وأن ثانى أكسيد الكربون اللازم لحياة كل نبات يقوم بعملية التمثيل الضوئى وإنتاج المادة الخضراء فيه (اليخضور) قد أخرج أيضا من داخل الأرض.
٢ ـ يقول ربنا (تبارك وتعالى) فى محكم كتابه :
(وَالسَّماءِ ذاتِ الرَّجْعِ) (١١) (الطارق : ١١).
وفي تفسير هذه الآية الكريمة قال المفسرون : رجع السماء هو : المطر ، وهو صحيح ؛ لأن من أعظم ما يعود إلينا من السماء هو المطر ، الذى بدونه لا تستقيم الحياة على الأرض ، ونحن نعلم اليوم أن كل ماء الأرض قد أخرج أصلا من داخلها على هيئة أبخرة تصاعدت من فوهات البراكين ، وأن هذه الأبخرة تكثفت عند اصطدامها بالطبقات الدنيا من الغلاف الغازى المحيط بالأرض (نطاق المناخ) وعادت إلى الأرض مطرا ؛ وذلك لأن نطاق المناخ قد خصه الله (تعالى) بتناقص فى درجة الحرارة. مع الارتفاع حتى تصل إلى ناقص ٦٠ م ، على ارتفاع حوالى ١٠ كم من سطح البحر فوق خط الاستواء (مع تفاوت قليل من منطقة مناخية إلى أخرى) ، ولو لا ذلك ما عاد إلينا بخار الماء المندفع من داخل الأرض أو المتبخر من سطحها أبدا.
ونحن نعلم أيضا أن دورة الماء حول الأرض هى دورة منضبطة انضباطا محكما ، بدليل أن البخر من أسطح البحار والمحيطات يفوق ما يسقط فوقها من مطر بحوالى ٠٠٠ ، ٣٦ كم ٣ وأن المطر فوق اليابسة يزيد على البخر من سطحها ، بنفس القيمة التى تفيض من اليابسة إلى البحار والمحيطات ، ولو لا هذه الدورة لفسد ماء الأرض كله ، فى فترة زمنية وجيزة.