خاصة أن الحديد يشكل جزءا مهما من المادة الحمراء (الهيموجلوبين) فى دماء الإنسان ، وفي دماء كثير من الحيوانات.
هذه الإشارات الكونية فى القرآن الكريم تبقى شاهدة على أن القرآن كلام الله الخالق ، البارئ ، المصور ، وأن سيدنا محمدا (صلىاللهعليهوسلم) هو خاتم أنبيائه ورسله ، وأنه (صلىاللهعليهوسلم) كان موصولا بالوحى ومعلما من قبل خالق السماوات والأرض ؛ لأنه لا يمكن لعاقل أن يتصور توافر تلك المعلومات الدقيقة عن الكون ومكوناته قبل أربعة عشر قرنا إلا عن طريق وحى السماء.
هذا أسلوب فى الدعوة إلى الله (تعالى) وإلى دينه الخاتم لم يكن متوفرا لنا من قبل ، وعلى المسلمين استعماله بحكمة بالغة فى زمن فتن الناس فيه بالعلم ومنجزاته فتنة كبيرة ، وكثرت مفتريات المفترين على الإسلام والمسلمين في كافة وسائل الإعلام ، كما كثرت المؤامرات على أمة الإسلام في كل أرض وفي كل مكان. وأصبحت أراضي المسلمين مثخنة بالحروب ومستباحة من قبل الأعداء ، وغارقة في الدماء ومدمرة تدميرا كاملا بسبب ما شوه به أعداء الله صورة هذا الدين وصورة أتباعه من المسلمين ، وعجز هؤلاء عن القيام بواجب الدعوة إلى دين الله الخاتم ، فوصلنا إلى ما وصلنا إليه من حال ، ولا مخرج لنا منه إلا بحسن الدعوة إلى دين الله الخاتم ، وأحسب أن الدعوة بتوظيف الإعجاز العلمي في كتاب الله وفي سنة رسوله (صلىاللهعليهوسلم) هي من أنسب أساليب الدعوة في زماننا ، زمن العلوم الكونية والتقنية.
وفي الصفحات التالية أوضح جانبا من جوانب الإعجاز العلمي في كتاب الله بتفصيلاته العلمية المطلوبة ألا وهو موضوع «الجبال في القرآن الكريم» وقد أشرت إلى عدد من آياته في العجالة السابقة ، وسأفصله في الأبواب التالية كأنموذج من نماذج التعامل العلمي مع الآيات الكونية في كتاب الله.
* * *