الحديد كميات هائلة من الحرارة فإن هذه العملية تستهلك كميات هائلة من الحرارة في إنتاج الحديد ، ولذلك فإن المستعرات تنفجر على هيئة مستعرات عظمي (supernovae) عند ما تصل نسبة الحديد فيها إلى حوالى ٥٠ خ من كتلتها ، فتتناثر أشلاؤها فى صفحة الكون ، وتدخل بقدر الله فى نطاق جاذبية الأجرام السماوية التى تحتاج إلى هذا القدر من الحديد ، تماما كما تدخل النيازك الحديدية إلى أرضنا اليوم ، وبذلك ثبت لنا أن الحديد فى أرضنا قد أنزل إليها من خارج مجموعتنا الشمسية إنزالا حقيقيا ، وأن أرضنا حينما انفصلت عن الشمس لم تكن سوى كومة من الرماد ليس فيها من العناصر شىء أثقل من الألومنيوم والسيليكون ، ثم رجمت بوابل من النيازك الحديدية ، التى استقرت فى جوفها ، فانصهرت بحرارة الاستقرار ، وصهرتها ومايزتها إلى سبع أرضين : لب صلب داخلي أغلبه من الحديد والنيكل ، ولب سائل حول تلك النواة الحديدية الصلبة أغلبه أيضا من الحديد والنيكل ، ثم أربعة أوشحة متتالية ومتباينة فى صفاتها الطبيعية والكيميائية ، تتناقص فيها نسبة الحديد من الداخل إلى الخارج والنطاق الأعلى منها شبه منصهر ، ثم الغلاف الصخرى للأرض وبه أيضا نسبة من الحديد تصل إلى ٦ ، ٥ %.
ومن الثابت الآن أن الحديد الذى يشكل أكثر من ثلث كتلة الأرض (٩ ، ٣٥ خ من كتلة الأرض) المقدرة بحوالي (ستة آلاف مليون مليون مليون طن) قد أنزل إلى الأرض من السماء ، وأن جميع الأجرام الموجودة فى مجموعتنا الشمسية قد أرسل الحديد إليها من خارج المجموعة الشمسية ، وهذا ما أثبته القرآن الكريم من قبل أربعة عشر قرنا ، بقول الحق (تبارك وتعالى) : (لَقَدْ أَرْسَلْنا رُسُلَنا بِالْبَيِّناتِ وَأَنْزَلْنا مَعَهُمُ الْكِتابَ وَالْمِيزانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ) (٢٥) (سورة الحديد : ٢٥).
ولو لا جديد الأرض ما أمكن أن يكون لها مجال مغناطيسى ، وبالتالى ما أمكن لها أن تجتذب غلافا هوائيا أو غلافا مائيا ، ولا أمكن لها أن تكون صالحة للحياة ،