وعند ما تم بناء سد هوفر على مجرى نهر كولورادو فى الثلاثينيات من القرن العشرين ، تسبب تجمع الماء أمام السد فى بحيرة «ميد» وتجمع ملايين الأطنان من الترسبات فوق قاع البحيرة ، فى حدوث انخفاض عام فى منسوب المنطقة ، وزيادة ملحوظة فى النشاط الزلزالى الذى تعرضت له.
وبالمثل عند ما غطت المجالد القارية مناطق شاسعة فى كلّ من أمريكا الشمالية وأوروپا خلال عهد الپلايستوسين (pleistocene epoch) تسبب الوزن الإضافى لتجمعات الجليد (التى بلغ سمكها ٢ ـ ٣ كم) فى انخفاضات واضحة لسطح الأرض (down ـ warpings) ، ولكن مع مقدم العهد الحديث (holocene epoch) منذ حوالى ١٠٠٠٠ سنة مضت ، أصبح الطقس أكثر دفئا ، وأخذت تجمعات الجليد فى الانصهار مما أدى إلى تناقص وزنها تدريجيا ، وأدى بالتالي إلى الارتفاع التدريجى فى منسوب قشرة الأرض حتى تم استعادة التوازن التضاغطى فيها. وفى خلال عملية الارتداد التضاغطى تلك ، حدث ارتفاع يقدر بحوالى ٣٣٠ م فى مناسيب سطح الأرض بمنطقة خليج هدسون خلال الفترة من عشرة آلاف سنة مضت إلى ثمانمائة سنة مضت. [cf.king ، in wright and frey) editors (، ٥٦٩١].
وخلال الفترة نفسها ، حدث ارتفاع مقداره حوالى ١٠٠ م فى منسوب أرض منطقة فنوسكانيا (فنلندا / اسكندنافيا) ، وقد قدر أن تلك المنطقة ستواصل الارتفاع لمائتى متر أخرى قبل تحقق التوازن التضاغطى (saurano ، ٥٦٩١) ، والدليل على عمليات الارتفاع في مناسيب سطح الأرض في تلك المناطق مسجل تسجيلا جيدا على هيئة عدد من الشواطئ المتتالية حول كلّ من خليج هدسون وبحر البلطيق.
ويعود هذا الاتزان التضاغطى إلى الاعتقاد بأن الغلاف الصخرى للأرض (المكون من صخور قليلة الكثافة نسبيا والذى يبلغ سمكه فى المتوسط ١٠٠ كم تقريبا) يطفو فوق نطاق يتميز بأنه لدن ومرن ، عالى الكثافة واللزوجة ، قابل للتشوه بسهولة ، يعرف باسم «نطاق الضعف الأرضي» ، كذلك فإن القشرة القارية والتى