يتراوح سمكها بين ٣٠ ، ٤٠ كم ويقدر متوسط كثافتها بحوالي (٧ و ٢ جم / سم ٣) تطفو فوق قشرة قاع المحيط التى لا يزيد سمكها على ٨ كم ، ويبلغ متوسط كثافتها ٩ و ٢ جم / سم ٣ ، وذلك يفسر ارتفاع القارات فوق قيعان أحواض المحيطات ، وعليه فإن كلّا من ثبات قوة الجاذبية وجلاء دورها فى تطبيقات قانون الطفو ، لا بدّ وأن يكون لهما دور مهم فى تحديد ارتفاع منطقة ما على سطح الأرض ، ويفسر ذلك انتصاب الجبال عاليا فوق سطح الأرض ، وامتداداتها العميقة في داخل نطاق الضعف الأرضى الكثيف اللزج (الواقع تحت الغلاف الصخرى للأرض) وهو استنتاج أكدته البيانات المستقاة من كلّ من الدراسات الاهتزازية (الزلزالية) ودراسات الجاذبية الأرضية ، وبذلك تم التوصل إلى الفهم الصحيح أن الجبال تنتصب مرتفعة ؛ لأن لها جذورا عميقة تطفو فى مادة أكثر لزوجة وكثافة ، وبنفس الطريقة تطفو القشرة الأرضية المكونة للقارات فوق قشرة قيعان المحيطات الأكثر كثافة والأقل سمكا ، وأن الغلاف الصخرى للأرض يطفو فوق نطاق الضعف الأرضى ، كل ذلك في اتزان دقيق يؤيد استمرار الحاجة إلى إعادة الاتزان التضاغطى كلما اختل في بقعة من بقاع الأرض.
ثانيا : تتميز مناطق القشرة الأرضية التى لا يتحقق فيها التوازن التضاغطى بوجود ظواهر الحيود فى الجاذبية الأرضية ، وهى مقدار الاختلاف بين القيمة المقاسة والقيمة المقدرة للجاذبية في تلك المناطق.
وتحدث التحركات الرأسية فى القشرة الأرضية ردا على تغير الأحمال الواقعة عليها ، ويقال إنها فى حالة توازن تضاغطى عند انعدام أى قوة مؤثرة فيها ، وقد تتكيف هذه التحركات مع التحركات الجانبية للصخور فى الوشاح العلوى للأرض ، أو مع التغير فى التركيب الكيمائى والمعدنى للصهارة الصخرية فيه.
ثالثا : يعتبر انكشاف جذور الجبال القديمة فى أواسط القارات من الشواهد المؤيدة لحدوث عملية إعادة التوازن التضاغطى فى الغلاف الصخرى للأرض ، فمع تعرية قمم الجبال ، ترتفع هذه الجبال إلى أعلى للمحافظة على توازنها التضاغطى ،