الإشارة ، وصدق الإخبار فى كل قضية من القضايا التى تعرض لها ، وهذا هو المقصود بالتعبير عن «إعجاز القرآن الكريم».
ونحن نعلم أن القرآن الكريم هو في الأصل كتاب هداية للإنسان ، فى القضايا التى لا يمكن للإنسان أن يضع لنفسه فيها ضوابط صحيحة ، مثل قضايا العقيدة والعبادة والأخلاق والمعاملات ، والتى تشكل القواعد الأساسية للدين ، وذلك لأن هذه القضايا إما أن تكون من أمور الغيب المطلق ، الذى لا سبيل لوصول الإنسان إليه إلا عن طريق وحى السماء ، كقضايا العقيدة ، أو هى أوامر تعبدية ، لا بدّ وأن تكون توقيفية على الله ورسوله (صلىاللهعليهوسلم) ، ولا بدّ للإنسان فيها أيضا من وحى السماء ، أو هى ضوابط للأخلاق والسلوك. والتاريخ يؤكد لنا أن الإنسان كان عاجزا دوما عن وضع الضوابط الصحيحة لأخلاقياته وسلوكه فى غيبة الهداية الربانية.
وهذه القضايا المتعلقة بالعقيدة والعبادة والأخلاق والمعاملات ، هى من أوضح صور الإعجاز فى كتاب الله ، إذا نظر إليها الإنسان بشيء من الموضوعية والحيدة ، والتبصر والحكمة ، ولكن الناس قد درجوا فى غالبيتهم على ميراث الدين ، دون النظر فيه بعين البصيرة ، فأخذوه بشيء من التعصب الأعمى والحمية الشخصية ، حتى لو لم يلتزموا به ، مما جعل إقناعهم بالحق أمرا صعبا فى أغلب الأحيان ، خاصة ما كان منه متعلقا بقضايا الغيب وضوابط السلوك.
ونحن نعلم أن كل نبى وكل رسول من رسل الله قد أوتى عددا من المعجزات الحسية ، فى الأمور التى برع فيها قومه لتشهد له بصدق نبوته أو رسالته فموسى (عليهالسلام) بعث في زمن كان السحر قد بلغ مبلغا عظيما ، فأتاه الله (تعالى) من المعجزات ما أبطل به سحر السحرة ؛ وعيسى (عليهالسلام) بعث في زمن كان الطب قد بلغ مبلغا عظيما فأتاه الله (تعالى) من المعجزات ما تفوق به على أطباء عصره.
ونعلم أيضا أن القرآن الكريم قد نزل على خاتم الأنبياء والمرسلين (صلى الله عليه